ذكرى وعبرة

فنيدس بن بلة
19 أوث 2019

شكلت الذكرى المزدوجة 20 أوت ، محطة مفصلية لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح ليس فقط  في التذكير بأهميتها وجدواها في مواصلة مسار بناء المشروع الوطني ، تصحيح الاختلال وتقويمه  ،بل من خلال الاستلهام منها العبر في علاج تعقيدات الراهن وإيجاد أجوبة على أسئلة كثيرة مطروحة وتعقيدات أزمة نظام حكم يستدعي العلاج الجذري دون تأجيلها إلى إشعار لاحق.
ذكر بن صالح بهذا المعطى الثابت ، موجها كلامه إلى الأجيال بان تتخذ من مسار التحرر وما أنجز أيام الثورة المسلحة من شباب رفعوا المشعل وهم في عمر الربيع من اجل الوطن،ملبين نداء الواجب غير عابئين بالمتاعب، مدركين أن الجزائر اغلي من كل شيء  وان الحرية لا تقدر بثمن. وهم لا يقبلون بغير رفع السلاح في وجه من تنكر لوجود وطنهم وادعي عبر حملات تضليل ودعاية لا تحصى، غياب امة جزائرية من قاموس الإنسانية ومكونات الحضارة البشرية برمتها.
من هذه الزاوية نظر بن صالح ومنها اعطى قراءته التحليلية رابطا الماضي بالحاضر مستشرفا الآتي، مبرزا ما تضمنته  ذكرى 20 اوت من رسائل غير مشفرة و دلالات نضال أسلاف اقسموا بأنهم لن يتخلوا عن لغة السلاح، التي يفهمها المستعمر فقط ويدرك معناها، دعيا جيل الشباب المنتفض منذ 22 فيفري الماضي المطالب بالتغيير والقطيعة مع ممارسات الماضي، أن يتخذ من الحدث التاريخي الحاسم  درسا ، فهي تحمل له  الاجوبة الكافية الشافية في الذهاب إلى الأبعد في علاج التعقيدات الراهنة بالتي هي اسلم بعيدا عن التطرف والغلو والإقصاء ..بعيدا عن التصعيد والكراهية.
فمثلما مهد الأسلاف الطريق وانتهجوا أسلوب الثورة  منهجا وخيارا من اجل عزة الجزائر ، يتواجب على شباب اليوم اخذ وصية الشهيد و رسالته أمانة في الأعناق والحرص على تطبيق العبارة الشهيرة المرسخة في الذاكرة لا يمحوها الزمن ولا تنسى بمرور الأيام :»إذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا.»
أول وفاء في هذا التحول والمسار، الاعتصام بحبل التلاحم والتالف والتوحد دون السقوط في حملات تجار الأزمات  وخططهم ومن يتسابق في السر والعلن لتنفيذ أجندات بالوكالة. أول وفاء ،العمل ما في المقدرة من اجل ضبط الأولويات وتحديد الخيارات  المساعدة على أرضية انطلاق حوار وطني توافقي يترك حسابات الربح والخسارة جانبا وتعلى فيه مصلحة الوطن.
أول الوفاء ،اتخاذ من شبكات التواصل الاجتماعي فضاءا للترويج لما هو أفيد والتمادي في إحباط كل حملة مناوئة وافكار مغلوطة  «فانك نيوز»، يحرص من يقف وراءها الى ابقاء البلاد أسيرة أزمة سياسية وانسداد لا تقوى على ادارة شؤونها وان لا تكون لها كلمتها وموقعها في عصبة الأمم.لذلك تراهم يضربون على وتر الحلول الأخرى غير الدستورية محاولين إدخال البلد إلى نفاق مظلم لا مخرج له.
اول الوفاء واخره، المشاركة في الحوار الوطني والتباري والافكار والايديولوجيات في فضاء يسمح بتنوع الاساليب والطروحات من اجل غاية واحدة المرور الى انتخابات رئاسية يكون الصندوق الفيصل في اختيار من يقود الجمهورية وعليه تقع المسؤولية وتمنح الصلاحيات لفتح ورشات البناء والاصلاح الجدري لمنظومة حكم ووظائف سلطات ومؤسسات دولة في ابعد مداها واوسعه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024