سرقة مكشوفة؟

فضيلة بودريش
26 أوث 2019

تبين أن الغش والسرقة ومختلف السلوكات المشينة وأساليب الخداع التي يصطدم بها المواطن وتثير سخطه، لا تصدر فقط من بعض المسؤولين والتجار والمتعاملين، كون الظاهرة السيئة تستشري كذلك على مستوى عدة قطاعات على غرار قطاع الخدمات..سلوكات تجعل المواطن يمتعض لغياب الصدق والأمانة في تعاملات بعض المستخدمين، من بينهم نذكر تجاوزات يقع فيها بعض عمال محطات الوقود أو على وجه التحديد «البومبيست»..فهل ضاعت أخلاقيات المهنة في محطات الوقود؟
حالة غريبة استوقفتني بعد تكررها عدة مرات ومن طرف عدة مستخدمين على مستوى بعض محطات الوقود بالعاصمة، وآخرها أثارت استيائي بإحدى المحطات الكائنة بأعالي العاصمة خاصة جاءت بعد الحراك الشعبي الذي دعا إلى ضرورة تطهير مختلف القطاعات من الفساد ومعاقبة المتورطين فيه،  وتفاصيل الحادثة وقعت عندما توقفت لتعبئة خزان بنزين السيارة، حيث تفاجأت لدى نزولي بسلوك لطيف ومعاملة طيبة من العامل «البومبيست»، لأنه طلب مني العودة إلى السيارة، على أن يقوم بعملية التعبئة بمفرده، اعتقدت أنها تندرج في إطار المعاملة الخاصة احتراما للمرأة، كون محطة الوقود يتوقف فيها عادة الرجال أكثر من النساء، هذا ما أثلج صدري لأن «البومبيست» أو عامل المحطة من المفروض وكما هو راسخ في ذهني، حرفة مبنية على الثقة مثل الحلاق تمنحه رأسك أو الطبيب الذي يفحص جسدك ويشخص مرضك ويطلع على عيوبك ولا يفشي بها لأحد، أي حرفة قديمة تحكمها أخلاقيات مبنية على الثقة ودقة الحساب، لكن بعد أن دفعت إلى «البومبيست» الثمن أي 1500 دينار، وبسلوك عفوي حولت نظري إلى الوراء باتجاه العداد، فوجدت أنه سرق مني 120 دينار، أي لم يعبأ سوى 1380 دينار، ففضلت أن لا أنطق بأي كلمة وإنما نظرت إليه وأعدت النظر إلى العداد، ثم فضلت الانطلاق وتركته لضميره.. فالضمير وحده من المفروض أن يصحّح سلوكياتنا، واكتفيت بلفت نظره إلى أن سرقته مكشوفة ومن الأحسن عدم تكرارها، وكان الأفضل أن يطلب إكرامية على أن يسرق من كل زبون 100 أو 200 دينار..Ị
في هذا المقام يمكن إثارة بعض التساؤولات ..ما هي مسؤولية «نفطال» في مرافقة عمال المحطات بالتكوين والتأهيل.. وليس فقط في استعمال الآلة وإنما في ترسيخ  أخلاقيات المعاملة الصحيحة والجيدة؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024