يوم له تاريخ

فنيدس بن بلة
15 سبتمبر 2019

مثلما وعد به في أكثر من مرة ومناسبة، أظهر رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، التزامه بخارطة الطريق المنتهجة في سبيل إخراج البلاد إلى بر الأمان اعتمادا على إخلاص أبنائها وحرصهم على التوافق الوطني كأرضية للانطلاق نحو التغيير الجذري الذي يطالب به بلا توقف رافضا الإبقاء على نظام سياسي لم يعد يستجيب للتطلعات والآمال المنشودة.
أظهر بن صالح في خطابه للأمة أمس، أنه ذاهب إلى الأبعد في سبيل انتخابات ديمقراطية شفافة يختار من خلالها الجزائريون الرئيس الذي يرونه الأنسب للإصلاحات وتجسيد الإرادة المشتركة في منظومة سياسية تتداول فيها سلطة الحكم ولا تقبل باحتكار القرار والنفوذ. منظومة تحتفظ فيها السلطات بصلاحياتها ووظائفها دون تداخل واندماج، غايتها تعزيز مؤسسات الدولة وتقوية الإرادة الشعبية وترجمة طموحاتها في الميدان. منظومة يجد فيها كل جزائري قوة الانتساب والانتماء ولا يشعر أحد بالغبن والإقصاء. منظومة تعمل ما في الممكن والمقدرة من أجل ترسيخ سلطة الشعب وترجمتها قولا وعملا دون التهرب من ثقل المسؤولية والتنكر للواجب بترديد العبارة السلبية المألوفة منذ مدة في العهد السابق:»الله غالب».
أظهر بن صالح من خلال الخطاب الذي يضبط رزنامة عمل ومنهجية لا تقبل الخلل، أنه حريص على تأدية دوره ومهمته الدستورية في تهيئة المناخ لإجراء انتخابات رئاسية أقسم أنها ستجري بشفافية لا تقبل الشك، معتمدا في ذلك على السلطة الوطنية المستقلة التي لها صلاحيات تضفي مصداقية على الاقتراع الرئاسي من بدايته إلى آخره. وهي سلطة مكونة من شخصيات وطنية وقانونيين وأهل اختصاص يشهد لهم صفاءهم ونزاهتهم في تأدية المهمة على أكمل وجه مثلما يفرض عليهم ضميرهم وسلطان القانون وغيرتهم في تقديم شيء للجزائر الجديدة ، رافضين إبقاءها رهن الفوضى ومغامرات سياسوية لاتدرك الأخطار غير محسوبة العواقب.
وتظهر الرزنامة المحددة لتجسيد العملية الانتخابية دقة متناهية، يحرص عليها بن صالح إلى أقصى درجة، داعيا إلى تضحية أخرى من أجل الوطن والانخراط في مسعى التحول بإعلاء مصلحة الأمة فوق كل الحسابات، وترجمة ذلك عمليا بالإقبال على صناديق الاقتراع باعتباره الحل الآمن لخروج البلاد من حالة انسداد طالت، وحمايتها من مؤامرات الداخل والخارج، وإبعادها عن تجار الأزمات الذي لا يريدون للبلاد حلولا دستورية تجنبها السقوط في تجارب دول عربية مرة لم تخرج من الدوامة.
إنها مقاربة سياسية، مبنية على الواقعية، تناشد من لهم ضمائر حية من أبناء الوطن ومن لهم غيرة على الانتماء له، ومن يحملون في الأعناق وصية الشهيد، التجاوب مع المرحلة الجديدة بأكثر حماسية وقناعة والتحضير لليوم المشهود: 12 ديسمبر المحطة المفصلية في وثبة الجزائر السياسية نحو التجدد والتقويم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024