كاد أن يكون رسولا...؟!

أمين بلعمري
05 أكتوير 2019

أحيت الجزائر اليوم  العالمي للمعلم والأستاذ وهي مناسبة تستوقفنا للنظر في حالة هذا المعلم والمربي فتتبادر إلى أذهاننا جملة من الأسئلة، لماذا لم يعد للمعلم تلك المكانة الاجتماعية، حيث كان الجميع يناديه بـ"السي فلان " ولماذا لم يعد أن يصبح معلما من بين أحلام الأطفال ولماذا لم يعد هذا المسار المهني يغري خريجي  الجامعات وبعضهم يلجأ إليه مؤقتا "نشّد يدو" – كما يقال بالعامية - في انتظار الحصول على منصب عمل آخر، تساؤلات لا تنتهي لكن الأجوبة نراها ونلمسها في مستوى التعليم الذي يختصر تلك التساؤلات في الرداءة المستشرية؟ مما يؤكد أن ثمه خلل ما وأن منظومتنا التعليمية أصيبت في مقتل ولم تعد المدرسة الجزائرية تخرّج الكفاءات كما كانت من قبل ولكن تخرج حملة شهادات وألقاب فقط؟

كثر الكلام عن إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر وتحوّل معها التلميذ إلى حقل تجارب لسياسات الوزراء الذين تعاقبوا على تسيير القطاع لنصل في الأخير إلى تلميذ تحوّل إلى وعاء للحشو دون فهم ولا استيعاب، يعتل محفظة تفوقه وزنا،هل نريد "طبخة محروقة" ؟!، أما التدفئة والإطعام المدرسي فحدّث ولا حرج وما تطالعنا به وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يندى له الجبين، كيف لا ووجبة غذاء التلميذ في بعض المدارس تتمثل في رغيف خبز وقطعة جبن؟ وهذا بالرغم من أن ميزانية التربية الوطنية تكاد تناهز ميزانية الدفاع الوطني، فهل يعقل أن تقدم وجبة كهذه لتلميذ نطالبه باستيعاب العلوم الدقيقة والرياضيات واللغات في سنواته الأولى مع المدرسة؟

ثم ماذا عن (معلمين) باعوا ضمائرهم فتجدهم لا يعلّمون تلامذتهم شيئا في المدرسة ولكنهم يعطون كل ما لديهم في الدروس الخصوصية التي أصبحت القاعدة وليس الاستثناء بعدما اضطروا الأولياء إليها قسرا؟ وأصبح أمام ما يشبه مدارس خاصة موازية تشتغل بعد الدوام المدرسي؟.

 قد يبرّر بعضهم تصرّف هذا المعلم بصعوبة الأوضاع الاجتماعية والراتب الذي لا يسد حاجاته ولكن هذا لا يبرّر أبدا أن يتحوّل هذا الذي "كاد أن يكون رسولا" إلى ممتهن للبزنسة والابتزاز لأن حتى بعض الأولياء الذين يضطرهم لإرسال أبنائهم إليه ليسوا بأحسن حال منه؟! 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024