لا يزال العديد من المسيرين لأنديتنا يركزون على ضرورة «وجود النتائج » الايجابية مباشرة مع انطلاق الموسم، و لا يصبرون على المدربين في امكانية تحسين المستوى تدريجيا من أجل الوصول الى الأهداف المسطرة .
يبدو ذلك ظاهرا بشكل واضح بالنسبة لأندية الرابطة المحترفة الثانية حيث تتواصل عملية إقالة أو استقالة المدربين بوتيرة سريعة، بالرغم من أننا في بداية الموسم، وهو الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول منطق مسيري الفرق وطريقة التعامل مع الطواقم الفنية .
ففي غالب الأحيان تكون انتدابات اللاعبين في فترة متقدمة، قبل جلب المدرب الذي لن يكون معنيا باختيار العناصر التي سوف يشرف عليها في الموسم .. مما يتطلب منه الكثير من الوقت لمعرفة إمكانيات اللاعبين والعمل على إحداث الانسجام بينهم ..
لكن في حالة تواضع النتائج في المقابلات الأولى يرتفع الضغط على المدرب الذي عليه ايجاد الحلول «بطريقة سريعة جدا»، وهو الأمر الذي يجعل الفريق يعمل في ظروف غير مريحة .. وقد تتراجع النتائج أكثر حيث يغيب التركيز عند الطاقم الفني واللاعبين .
في الوقت الذي يكون من المنطقي «منح الثقة « للتقني الذي بإمكانه » الصعود تدريجيا «في عمله الذي يظهر على الميدان لتحقيق » الصعود الى قسم النخبة ..
وللأسف الشديد تغيب هذه «الفلسفة » في كثير من الأحيان، وبالرغم من كفاءة المدرب يكون المسيّر أو رئيس النادي أول من يتدخل في الشؤون الفنية و يبعثر أوراق التقنيين الذين يجدون «الحل « في غالب الأحيان في « رمي المنشفة » .
لذلك، فإن الاحتراف الذي تسير فيه كرة القدم الجزائرية منذ 10 سنوات يتطلب ضرورة رسم استراتيجية تحديد الأهداف على مراحل وتفادي التسرع .. كون البطولة «طويلة « و منح الوقت للمدرب قد يكون الحل الأمثل و ليس « إحداث الطفرة » بالتغييرات المستمرة للمدربين هو الذي يعطي قوة أكثر للتشكيلة .
الأمثلة كثيرة في هذا المجال حيث أن بعض الفرق « استهلكت » في السنوات الماضية العديد من المدربين في موسم واحد .. وكانت النتائج بعيدة جدا عن أمال الأنصار ....
