«مول العرس»...

أمين بلعمري
11 أكتوير 2019

إن المتمعن في الراغبين للترشح للرئاسيات ينتهي إلى بعض النتائج والبداية من العدد الهائل للذين توافدوا على سلطة الانتخابات لسحب الاستمارات وهذا رغم اشتراط المستوى الجامعي لأي متقدم يرى أنه أهل لرئاسة البلاد أو على الأقل أهل لخوض السباق الرئاسي.
إن هذا النهم في خوض غمار الرئاسيات من أشخاص قد لا يعرفهم حتى جيرانهم المقربون ما هو إلا تشخيص لخلل في المنظومة السياسية الوطنية التي أصبحت عاجزة بل (عاقرا) عن إنتاج شخصية رئاسية «présidentiable»؟، ظاهرة لم تأت من فراغ ولكنها مرتبطة مباشرة بحكم الرئيس المستقيل الذي جعل مجرد التفكير في منافسته جريمة سياسية؟، وهذا ما يفسر أن كل من كانت تساوره فكرة الترشح يعلنها على استحياء ويقرنها بعدم ترشح فخامته؟! ونتيجة لذلك تحوّلت الأحزاب السياسية إلى مجرد لجان مساندة، تخلّت تماما عن دورها الأساسي المتمثل في التكوين والتنشئة وإنتاج القيادات والإطارات إلى مجرّد بازارات لبيع المناصب والامتيازات لمن يدفع أكثر وليس لمن ناضل أكثر؟ وهذا ما يفسر انتعاش ظاهرة القفز المظلي التي حوّلت أشخاصا لا علاقة لهم بالسياسة إلى طلائع حزبية همها الوحيد التمتع بالحصانة والريع مما ساهم في تصحّر المشهد السياسي والحزبي؟.
إن «البرود السياسي» الذي ساد في عهدات بوتفليقة الأربعة هو الذي جعل كل من هب ودب يحلم بالرئاسة وأدى إلى عدم ظهور شخصيات وازنة من خارج منظومة الحكم السابقة؟ مرشحون يمكنهم إذكاء التنافس أكثر حول انتخابات مصيرية، تشكل بداية جدية للخروج من أزمة متعددة الأبعاد والأوجه، تحتاج إلى رئيس ينتخبه الشعب ولا تفرزه الصفقات أو التسويات كما في السابق، حين كان الوصول إلى المرادية يتم عبر تسويات واجهتها انتخابات شكلية يزف خلالها الرئيس إلى القصر؟ وهو السيناريو الذي لم يعد ممكنا، لأن الشعب اليوم هو «مول العرس» بعد هبّته التي أخلطت كل الأوراق، فمن يجرؤ على التلاعب بنتائج انتخابات تحرس صناديقها عيون مواطن مصمم على أخذ مصيره بيده ومن ورائه جيش يرافقه ويحميه؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024