ضحايا «محرقة» ثانية

نور الدين لعراجي
19 نوفمبر 2019

تدخل الحملة الانتخابية يومها الرابع والمترشحون في سباق مع الزمن لإقناع الطبقات الشعبية بالذهاب إلى مكاتب الاقتراع والتصويت على من يرونه أهلا للجلوس على كرسي قصر المرادية، فيما تبقى خيارات الممانعة والتحفظ تلزم أصحابها لا غير.
أما الذين يرفضون الاقتراع من أساسه إنما هم يفعلون ذلك بحجة واحدة لا غير وهي أنهم يدركون سلفا أنهم منهزمون وأن صوت الشعب الحقيقي هو الغالب ودعاة المقاطعة «في طغيانهم يعمهون» هاته الفئة التي تدعي الديمقراطية وتتغنى بأدبياتها لو بحثنا في سجلها السياسي لوجدناها أحزابا بنت رصيدها على إنقاذ الدولة الوطنية التي شنت صفوفها يوم الثور الأسود فتربعت على مقاعد البرلمان عهود من الزمن وتحصلت على مقرات في أرقى شوارع وأحياء الجمهورية وتولى قياديوها مناصب عليا في الدولة من وزراء إلى أدنى منصب لعله مدير ولائي في قطاعات عديدة ولعل أهمها ذات صلة بالمجتمع وموارده. وطيلة هذه المدة الأكيد أن هناك العديد من المزايا اكتسبتها بدون وجه حق؛ وعندما وصل إليها «منجل» البتر، ادعت ما تحرض عليه اليوم عبر المسيرات وفي وسائل التواصل الاجتماعي.
ألم يشارك هؤلاء في الانتخابات منذ ثلاثين سنة وهم يدركون أنها مزورة وأن قطار الليل مر بجانبها ولا يمكن في أي حال من الأحوال تركها فهي مأمورة بإيعاز، يوجهها حسب ما تقتضيه الإملاءات.
أما اليوم الضمانات على نزاهتها واضحة كوضوح الشمس؛ يكفي لأول مرة في تاريخ الانتخابات توكل المهمة لسلطة مستقلة بعيدة عن كواليس الإدارة؛ بل الأكثر من ذلك منحت لها كل الصلاحيات لتسييرها في أحسن الظروف وجعلت الإدارة تحت تصرفها عند الضرورة الملحة والدليل نتائج جمع الاستمارات وكيف تعاملت مع كل واحد فيهم لسان حالها يقول «إقرأ كتابك بيمينك كفى بنا حسيبا» حينها أيقن الذين رسبوا في أول امتحان شعبي وأدركوا قطعيا أن ساعات الجد لا مكان فيها للعاطفة أبدا.
بكاء دعاة المقاطعة ومن سار في فلكهم ليس له إلا تفسير واحد وهو نهاية امبراطورية العصابة وبالتالي حري بالأتباع والأنصار السباحة عكس التيار لإرضاء «فافا» والتبرك تحت أجنحتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024