كلمـة العدد

‘’حُجّة وفرجة’’

بقلم: حبيبة غريب
24 نوفمبر 2019

   لماذا لا يستعين رجال السياسة عامّة والمترشّحون للانتخابات الرّئاسية لـ 12 ديسمبر 2019 خاصة بالثقافة والفنون لتمرير رسائلهم إلى المواطنين؟ ولماذا لا يتم الاستعانة بالفن الرابع وخصوصا «مسرح الشّارع» في التّحسيس والتوعية من خلال الفرجة والمتعة والترفيه التي تحملها هذه العروض التي لا تحتاج سوى لنص جيد، حبكة، تميز في الأداء وطريقة فضلى للفت الانتباه؟
ما هي الصّورة التي قد تكون عليها حملة انتخابية للرّئاسيات بوجود فنانين ومثقفين ملتفّين حول المترشح، مؤمنين ببرنامجه الانتخابي وواضعين أسماءهم ومواهبهم وعلاقتهم مع الجمهور كضمانات على مصداقيته؟
ستكون حتما حملة ينطبق عليها المثل العامي «حُجّة وفرجة»، تكون متّزنة مدروسة الخطاب، يحاور فيها المترشّح المواطن، مخاطبا فيه وجدانيته وفؤاده ووطنيته.  
لكن ما نلاحظه اليوم هو نوع من الانتقاص من دور المثقف في السياسة، نوع من الغياب أو التّغييب للنّخبة، ومن شعبوية النقاش بحكم أنّ الكثير من خطابات التّجمّعات الشّعبية والنّشاطات الجوارية للمرشّحين للرّئاسيات لا تخرج من دائرة الوعود بتحسين المعيشة وتوفير القوت اليومي وفرص العمل، البعض من الرّفاهية الاجتماعية وتعزيز التنمية الاقتصادية والحفاظ على الوطنية والوحدة...لتبقى الثّقافة الركن المنسي من أغلب الخطابات بالرغم من تواجد بعض السّطور عليها في لوائح الالتزامات التي يتعهّد بها المترشّحون.
ولأنّ الثّقافة في بلادنا ترتبط في ذهن الكثير من الناس بالفلكلور وفرق الرقص والغناء،  تبقى الأهازيج و«القصبة» و»البندير» و«ضرب البارود» الحاضر الوحيد في خرجات المترشّحين إلى بعض المناطق من الوطن كوسيلة للتّرحيب بهم والتّعبير عن حفاوة الاستقبال من بعض الموالين لبرامجهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024