كلمة العدد

دبلوماسية الحوار

فضيلة دفوس
07 جانفي 2020

مرّة أخرى ندقّ ناقوس الخطر ونحذّر من حرب وشيكة في ليبيا تعمل مجموعة من الدول على إشعالها، تماما كما فعلت قبل سنوات في سوريا لتلهب نارا سوف لن تحرق الليبيين وحدهم بل المنطقة بأسرها.
فرقاء ليبيا الذين نراهم يستنجدون بهذه الدولة والأخرى لمساعدتهم على قتال بعضهم البعض، لا يدركون بأنّهم يلعبون بالنّار وأنّ النتيجة ستكون حربا بالوكالة يخوضونها بأنفسهم وعلى أرضهم لصالح جهات خارجية همّها الوحيد حجز موطئ قدم على الأرض الليبية الغنية بالثروات النفطية لمّا ينتصر الطرف الذي تدعمه.
مأساة سوريا ماضية لتتكرّر في ليبيا الشقيقة، حيث خفتت أصوات أجراس السلام، لتفسح المجال أمام طبول الحرب التي نسمعها تقرع في كلّ مكان من طرف أكثر من جهة، وهذا بالفعل أمر مثير للقلق، لأنّ الإحتراب الداخلي في دولة ما، لا ينحصر أبدا داخل حدودها بل ستمتدّ شظاياه لتحرق الجوار والاقليم كلّه، وهذا ما يريده الذين يصرّون على إجهاض محاولات السلام، ويؤجّجون بدل ذلك الخيار العسكري، ويسلّحون أبناء الوطن الواحد ويدفعونهم إلى الاقتتال.
إنّ زبانية الحرب الذين يؤلّبون الليبيين على ّ بعضهم البعض، يريدون أكثر من إحراق ليبيا التي قد لا تكون هدفهم الرئيسي، لهذا تجد الجزائر نفسها في وضع أقلّ ما يقال عنه أنّه خطير، حدود ملغّمة بالمجموعات الإرهابية في الحديقة الخلفية، وملتهبة في الجوار الشرقي، ودرء هذا الخطر مهمّة لا تبدو سهلة، بل على العكس تماما، وهي تتطلّب يقظة وجاهزية عسكرية خارقة لمواجهة أيّ طارئ.
ومقابل هذا الاستعداد، من المهمّ جدّا أن تحرّك الجزائر آلتها الدبلوماسية، وتكثّف اتصالاتها لإعادة الخيار السلمي  لحلّ الأزمة الليبية الى الواجهة، فلا يجب أن تترك الساحة هناك مرتعا لمن ينفخون في جمرة خلاف الأشقاء لإشعالها حربا بالوكالة.
يجب على الجزائر وتونس ومصر ومن ورائهنّ الاتحاد الافريقي، أن يسارعوا الى إنقاذ ليبيا من الوقوع في فخّ الحرب قبل فوات الأوان، ولا نشكّ أبدا بمقدرة الجزائر على لعب دور إيجابي لحلحلة هذه المعضلة.
كما لا يفوتنا في هذه الوقفة أتساؤل عن موقف الشعب الليبي مماّ يحاك ضدّه، وبما أنّه الخاسر الأكبر، لماذا لا ينتفض ضدّ من يجرّوه الى المحرقة، ولماذا لا يخرج الى الشوارع رافعا صوته مطالبا بالحل السياسي وبوقف التدخل الخارجي الذي لا يأتي إلاّ بالبلاء على الشعوب؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024