كلمة العدد

صـوت إفـريقيا

حمزة محصول
11 فيفري 2020

تحت شعار «إسكات البنادق»، إلتأمت قمة رؤساء دول وحكومات أعضاء الإتحاد الإفريقي في الدورة العادية 33، خلال اليومين الماضيين، وسبقتها اجتماعات مكثفة منذ 21 جانفي الماضي، على مستوى المجلس التنفيذي ومجلس السلم والأمن الإفريقي.
طيلة هذه المدة، ناقشت 55 دولة عضوا في المنظمة، معضلات قديمة-جديدة، تصدرتها كالعادة قضايا الإرهاب والاتجار بالمخدرات والنزاعات والأزمات التي تعرفها عديد من الدول في مختلف أركان القارة.
تمحورت جلّ الخطابات، على «الاعتراف» بالفشل في إسكات صوت الأسلحة، الذي كان هدفا مرحليا يتوّخى بلوغه سنة 2020، وفق أجندة 2013-2030، والتأكيد على استمرار الأسباب ذاتها المؤدية إلى تفاقم الأزمات، وتصاعد الأنشطة الإرهابية.
من خلال كل ما صدر عن رؤساء الدول والحكومات خلال القمّة، يمكن استخلاص الفكرة المركزية للدورة والتي مفادها بعث «الدور الإفريقي في تسوية النزاعات القارية والدولية»، فلم يهضم الأفارقة إقصاءهم من مسار تسوية الأزمة اللّيبية، من قبل المجتمع الدولي، حيث اعترضت الدول الفاعلة في مجلس الأمن الدولي عدة مرّات مقترح إرسال مبعوث للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا.
لقد تحدّثت الدول الإفريقية، بصوت مرتفع، قائلة إنها «ضاقت ذرعا»، من محاولات تقزيم وتهميش دورها في حل قضايا إفريقية رغم أن المتسبّب الرئيس فيها دول غير إفريقية تتناطح فيما بينها على الثروة والنفوذ.
على العالم اليوم، أن يدرك بأنه لا يمكن الاستمرار في تجاهل صوت القارة الإفريقية، والسعي للتأسيس لمرحلة جديدة من الوصاية واحتكار القرار على مستقبل شعوبها.
كما قاومت لسنوات طويلة محاولات المغرب وحليفته بمجلس الأمن الدولي (فرنسا)، إبعاد الإتحاد الإفريقي من مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية، ولن تصمت القارة السمراء أمام ما يحاك على أرضها وضد مصالحها من أجندات مريبة.
العائق الوحيد الذي لازال يقيّد الفعل الإفريقي لحد الآن، هو مسألة إصلاح المنظمة، ورفع مستوى التمويل الذاتي للتخلّص نهائيا من سطوة الدول المانحة، وعلى رأسها الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
ومما يفترض على أعضاء منظمة الوحدة الإفريقية سابقا، مجابهتها بكل قوّة، لمحاولات ضرب التجانس الإفريقي تجاه القضايا المبدئية المتعلقة بتصفية الاستعمار وحق الشعوب في تقرير المصير، ولا يمكن السماح لبعض الدول أن تؤدي دور حصان طروادة، لضرب أحد أقوى المبادئ التي تأسست عليها المنظمة سنة 1963، ولازالت تشكّل بنودا قارة في الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024