نرفع لكم القبعة...

أمين بلعمري
12 أفريل 2020

 

سيشهد التاريخ أنكم لم تلقوا مآزركم، يوم زحف هذا الوباء الخبيث على بلادنا، بل تأهبتم وكنتم في الصفوف الأولى تواجهونه بكل شجاعة وبأس ولم تطلبوا من الآخرين أكثر من البقاء في منازلهم، لقد قدمتم أعمق دروس الإيثار والتضحية من أجل الجميع، نسمع من هنا وهناك عن طبيب فقد حياته بسبب العدوى بهذا الوباء فينتابنا شيء من الخوف والارتباك ولكن سرعان ما يزيله زملاء لكم في إحدى مستشفياتنا أو مصحاتنا بالتفاتات إنسانية رائعة تؤكدون من خلالها أن الموت لا يخيفكم وأن شجاعتكم، إصراركم وقناعتكم برسالتكم ستهزم هذا الوباء القاتل.
إن المشاهد التي تداولتها مواقع إعلامية ومختلف وسائط التواصل الاجتماعي بشكل واسع لأطباء وممرضين من أحد المستشفيات بسيدي بلعباس وهم يحيون عيد ميلاد طفل مصاب بـ «كوفيد-19»، تؤكد أن معنوياتكم تمام التمام وأن هذا الوباء لم ينل منها ولا من عزيمتكم في الاستمرار في إحياء النفوس ولو كان ذلك على حساب سلامتكم، لأنكم قرّرتم أن تقايضوا مصيركم ومصير عائلاتكم بحياة الآخرين إذا لزم الأمر!؟
لقد استطعتم أن تدخلوا البهجة والفرح على قلب ذلك الطفل البريء ومن خلاله على قلوب ملايين الجزائريين، الذين شاهدوا الفيديو وهم يدينون لكم بالعرفان ويرفعون لكم القبعة.
وكم هي رائعة تصرفات مواطنين اختار بعضهم تشجيع الطواقم الطبية على طريقتهم، مثلما فعل شباب من البليدة، تيزي وزو وبوفاريك، حين توجّهوا إلى محيط بعض المستشفيات لتشجيع الطواقم الطبية وشبه الطبية بالتصفيقات والأهازيج وكانت مشاهد رائعة للتضامن مع مستخدمي الصحة، من البروفيسور إلى عون الحراسة وسائق سيارة الإسعاف.
يكفي أطباءنا شرفا أنه ارتقى من بين صفوفهم شهداء، ونحسبهم عند الله كذلك، كما يكفيهم فخرا أن بعضهم الآخر تورّمت وجوههم قبل أرجلهم جرّاء ارتداء الأقنعة الطبية والنظارات لساعات طويلة وهم مرابطون في أماكن عملهم يتابعون مرضاهم ويستعدون لاستقبال مصابين جدد والخطر يحدق بهم من كل مكان، فلنبقَ في بيوتنا إكراما لهم ولتضحياتهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025