تبقى تصرفات بعض المواطنين غير مقبولة في عز الأزمة الصحية التي تعيشها الجزائر مثل بقية بلدان العالم، بعد انتشار جائحة كورونا، حيث أنهم لازالوا غير مبالين بالإجراءات الوقائية التي يتم الحديث عنها عبر مختلف وسائل الاتصال منذ مدة وبأدق التفاصيل.
مظاهر نتابعها بكل أسف في محيط المحلات التجارية أو بداخلها، والتي تسير في الاتجاه المعاكس عن المجهودات التي تبذل على عدة أصعدة من أجل كبح انتشار فيروس كوفيد-19.
المحلات رغم وضع أصحابها لوثيقة توضيحية على أنه يتم الدخول لشخص واحد، وبالتالي ضرورة انتظار كل واحد لدوره مع احترام «مسافة الأمان»، إلا أن ذلك يتم بصعوبة كبيرة أمام «تعنت» بعض الزبائن الذين «يضايقون» من يحترم الإجراءات ويضعون التاجر في «حرج» عدة مرات في اليوم.
فقد صادفنا في أحد المتاجر موقفا مؤسفا بإقدام أحد الزبائن على الدخول للمتجر دون كمامة وغير مبال بالأشخاص الذين كانوا ينتظرون دورهم، الأمر الذي أدى بالتاجر الى إعادته إلى خارج المحل بطريقة مهذبة، لكنه خرج كأنه «مظلوم»... مما أغضب كثيرا صاحب المحل الذي ردد قائلا: «وضعنا كل الأمور التنظيمية وكتبنا على الواجهة بوضوح كبير، لكن يأتي البعض يعطون صورة غير لائقة تماما ولا يشجعون العمل الوقائي».
تصرف يطرح عديد التساؤلات حول عدم احترام الترتيبات الوقائية والإصرار على عدم إتباع «إجراءات بسيطة» لكنها وقائية إلى أبعد الحدود، حيث أن الوباء خطير جدا في حال عدم احترام هذه الترتيبات والمساهمة في إنقاص الضغط على «الجيوش البيضاء».
فالعمل المتواصل بالمستشفيات، الحملات التحسيسية العديدة، المجهود المبذول من طرف الشباب المبدع والصور التضامنية للجمعيات، تعطي نتائج باهرة في محاربة وباء كورونا... لذلك وجب أن تكون هذه النقاط الإيجابية إلى أبعد الحدود مدعمة بسلوك حضاري – وقائي من طرف كل المواطنين لتقليص مدة حضور الوباء ببلادنا لتعود الحياة إلى ما كانت عليه قبل ظهور كوفيد-19.
