لا تفسدوا علينا أضحانا..؟

أمين بلعمري
25 ماي 2020

إن الظروف الاستثنائية التي صمنا فيها شهر رمضان المبارك وإحياء عيد الفطر المبارك الذي كان باهتا واستثنائيا هو الآخر بعدما حرمنا فيه تبادل الزيارات وصلة الأرحام بسبب الوباء، كما حرمنا صلاة العيد وقبلها التراويح في بيوت الله المغلقة بسبب جائحة "كوفيد 19" ولكن الأدهى أن كل هذا لم يكن كافيا –للأسف- ليتعظ البعض ويلتزموا بإجراءات الوقاية وبسبب هؤلاء المستهترون قد لا يكون الوضع أحسن في عيد الأضحى المبارك -لاقدر الله-؟ كيف لا وقد شهدنا بعض المظاهر المؤسفة والتصرفات غير المسؤولة يومي عيد الفطر من البعض وهم يتبادلون القبلات ويأخذون بعضهم بالأحضان وكأننا في أوضاع عادية؟ ألا يعلم هؤلاء أنّ في المستشفيات والمصحات أطباء وممرضون لم يبرحوا أماكن عملهم ولم يلتقوا أهاليهم وذويهم  منذ أكثر من شهرين بسبب هذه التصرفات الطائشة التي ساهمت في انتشار الجائحة بين الناس؟، بل أكثر من ذلك تسببوا في قتل أقرب المقربين منهم؟.

إن هؤلاء لم تجد معهم نفعا كل حملات التوعية والتحسيس والدعوة بالتي هي أحسن وتبيّن أنهم لا يفهمون إلاّ لغة العقاب وضرب الجيوب، حينها فقط سيلتزمون بإجراءات الوقاية وسيلزمون بيوتهم، ماعدا ذلك لن نخرج من هذه الدوامة المفرغة وسيفسد هؤلاء على الجزائريين عيد الأضحى كما أفسدوا علينا رمضان وفرحة الفطر؟

في ظل عدم التوصّل إلى لقاح ولا دواء لهذا الداء، الذي شذّ عن كل القواعد، سنجد أنفسنا مضطرين إلى استئناف الحياة وبالتالي التعايش معه وستصبح سلوكات الوقاية روتينا يوميا والكثير تعوّد عليها، مثل الغسل المتكرر لليدين والتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الطبية..الخ ولدينا في بعض الدول عبرة خاصة تلك التي لم تضطر إلى اللجوء إلى فرض الحجر الصحي واكتفت بهذه التدابير الوقائية والأمور على ما يرام بفضل انضباط الشعوب لهذا  لم تتضرر اقتصاديا، بينما أصبحت صناديق الموتى مشهدا يوميا في دول أخرى بسبب التراخي والاستهتار ناهيك عن الانهيار الاقتصادي ولنا في كلاهما درس وعبرة وعلينا أن نختار في أي الفريقين نكون؟.

 

 

 

   

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024