حال الدنيا

ماذا بعد الصدمة؟

سعيد بن عياد
13 سبتمبر 2020

صدمة مدوّية أخرى تضاف إلى سجل النكبة الفلسطينية العربية تلك التي أحدثها إعلان تطبيع بلد عربي آخر مع الكيان الصهيوني. سقط قناع الزيف لتتجلىّ الحقيقة المرّة وهي أن القضية المركزية تراجعت في أجندات أعضاء الجامعة العربية الغائبة تماما، كالعادة إلى درجة أنها لا تدافع عن مبادرتها المعلنة في بيروت وكأن تفجير المرفأ عصف بآخر بقاياها.
 لكن لماذا كل هذه الهزائم، وسط سباق ساخن بين أحصنة لا تبدو من صنف عربي أصيل، بينما تتوفر عوامل، على قلّتها، يمكن إعادة بناء مسار واقعي يحفظ ماء الوجه لجيل من حكام عرب تبيّن أنّهم أقلّ بكثير عن أسلافهم، الذين رغم الفارق في الإمكانيات والمؤهّلات لم ينهاروا إلى هذه الدرجة.
واضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يراهن على الدفع بالتطبيع بوتيرة قويّة، وقد سجّل نقاطا ثمينة من أجل تعزيز حظوظه في كسب الانتخابات الرئاسية، خلال نوفمبر المقبل، أمام خصمه الديمقراطي بايدن، ذلك أنّ من يكسب إسرائيل يكسب الرأي العام الأمريكي.  بطبيعة الحال الأمر يهمّهم لكن ما موقع المطبّعين من العرب في تلك المعادلة ليبيعوا قضية القرن بصفقة القرن وبالمجان.. دون خشية غضب الآباء وانهيار الشعوب التي تعيش على حلم أصبح كابوسا.  القاعدة في أيّ تجارة يكون البيع بفائدة أو على الأقل برأس المال، لكنّ ما يحدث حول فلسطين والقدس يتمّ البيع بدون ثمن بل بالخسارة، خسارة الشرف والتاريخ. ما يحدث يجب أن يتوقف لأنه لا يمكن تصنيفه في أيّ عمل سياسي أو دبلوماسي بالمعايير المحدّدة، لأنّه لا شيء طالما أن الشعب الفلسطيني له موقف رافض لسياسة الأمر الواقع.  وبدل مرافقته في خوض معركة دبلوماسية لإسقاط بقايا المؤامرة الصهيونية بأدوات غربية وعربية يسارعون في جمع معاول هدم آخر جدران الوطن العربي.
لكن بالمقابل، يتحمّل الفرقاء الفلسطينيون وزر التطوّرات السلبية لتماديهم في التشتّت والتمزّق والصّراعات بينما خيوط القضية تتمزّق. لكنّ اللقاء الفلسطيني الأخير أظهر بقاء بذرة ولو أنّها هشّة، يمكن، بالرعاية والمثابرة والصدق، تحويلها إلى ثمرة مصالحة فلسطينية ضرورية لوقف البيع العشوائي للقضية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024