حال الدنيا

فيروس «الكرسي»

سعيد بن عياد
11 أفريل 2021

 صدق الفنان عثمان عريوات في فيلمه الشهير «كرنفال في دشرة « الطامع في منصب أعلى من رئيس بلدية وهو الذي فشل بشكل ذريع في تسيير شؤون دشرة في ربوع صحراء قاحلة... تكاد نفس الصورة ترتسم في المشهد اليوم، باعتزام بعض رؤساء بلديات الترشح للتشريعيات، الأفضل فيهم لم يغير شيئا على الأرض، يقتات من خزينة الدولة ويستغل وسائل عمومية إلى غيرها من أشكال الفساد والفشل.
أكيد، أن لجنة شرفي ستتصدى لمثل هذه «الثعالب» التي ما أن يُسدّ باب في وجهها حتى تُطل من النافذة، عقيدتها الغاية تبرر الوسيلة، غير آبهة باستنكار المواطنين واستهجانهم لما يكابدونه من معاناة، يفترض أن لا تكون في وقت أعطت فيه الدولة كل الوسائل والموارد للجماعات المحلية، محررة المبادرة لمن لديه ذرة إخلاص في تشريف عقده مع المواطن.
حمّى الترشح أصابت كثيرين من رؤساء بلديات، بحدة، تجاوزت، مجازا، كوفيد-19 وعوض أن يسارع من أصيبوا بفيروس «الكرسي» إلى تصحيح مركزهم في المجتمع، بمضاعفة العمل لخدمة مواطنيهم، تراهم يفضلون اللهث وراء سراب أحلام سوف تتحول إلى كوابيس تؤرقهم لما يكتشف أمرهم، لأن همهم الوحيد صعود سلم السقوط منه قاتل.
مبكي حال بعض بلديات وطننا وقعت في قبضة منتخبين لطالما باعوا وعودا وسوّقوا أوهاما صدّقها الناس لحظة غفلة، لن تتكرر بالتأكيد في المواعيد القادمة، وليترك الطامعون في مناصب لم تعد تشريفا بقدر ما ستكون تكليفا، اللهث بعضهم وصل إلى كرسي «المير»، على قطار حزب ويحاول التسلل إلى البرلمان عبر قطار آخر، ويعلم أن مراقب السكة عيناه متفتحتان، لا تفلت منهما ذبابة، فما بالك بفساد أولئك القوم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025