إجرام مع سبق الإصرار

س / ناصر
20 جويلية 2014

تعد اسرائيل اكثر الدول عدائية حيث خاضت ١٤ حربا منذ نشأتها عام ١٩٤٨ اربع حروب مع الجيوش العربية النظامية وعشر حروب مع المقاومتين الفلسطينية واللبنانية سبعة مع الاولى وثلاثة مع الثانية مايدل على انها دولة عسكرية استيطانية توسعية ذات سياسة عدوانية.
فالعدوان الاسرائيلي على غزة المتواصل منذ نصف شهر ليس الاول وقد لايكون الاخير بالرغم من التصعيد الذي تعرض له القطاع والذي خلف حصيلة ثقيلة من الشهداء والجرحى والنازحين، اولى حروب اسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية هي جملة نهر الليطاني في مارس ١٩٧٨ والتي شنتها بذريعة عملية الشهيد كمال عدوان التي قادتها الفدائية دلال المغربي من حركة فتح والتي ازاحت فيها اسرائيل قواعد الفدائيين بعمق ١٠ كلم عن الحدود واقامة منطقة آمنة تحت ادارة جيش لبنان الجنوبي وقد استغرقت سبعة ايام قتل خلالها ١١٦٠ من اللبنانيين والفلسطينيين.
وكانت الحرب الثانية ضد المقاومة الفلسطينية في الغزو الاسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢ او ماسمي بحرب «سلامة الجليل» اذ تمكنت اسرائيل من الوصول الى بيروت ومحاصرتها لثلاثة اشهر مع قصف جوي ومدفعي وبحري مستمر وقد نجم عنها مصرع نحو ١٤ ألف من اللبنانيين والفلسطينيين مقابل ٤٠٠ من الاسرائيليين.
كما شنت اسرائيل حملتين عسكريتين على المقاومة ممثلة بكتائب شهداء الاقصى وكتائب فتح وكتائب عز الدين القسام التابعة لحماس ابان الانتفاضة الثانية (٢٠٠ / ٢٠٠٤)، وقد نجم عن الحملتين العسكريتين «السور الواقي» و«الطريق الحازم» معاودة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية وتفويض البنى التحتية لفصائل المقاومة ومحاصرة الزعيم الراحل عرفات في مقره برام الله الى غاية رحيله الى فرنسا للعلاج اواخر عام ٢٠٠٤.
وكانت الانتفاضة الثانية «الذروة في المواجهات العسكرية اذ صرع حوالي ١٠٦٠ اسرائيلي مقابل ٥ آلاف شهيد فلسطيني اما حربها الخامسة التي شنتها على قطاع غزة اواخر ٢٠٠٨ واوئل ٢٠٠٩ فكانت تهدف الى اضعاف حماس ومحاولة تحرير الاسير جلعاط شاليط وسميت بحملة الرصاص المصبوب والتي اتسمت بالوحشية  حيث نجم عنها مصرع ١٣٩١ فلسطيني منهم ٣٤٤ قاصر و١١٠ من النساء مقابل مصرع تسعة اسرائيليين منهم ستة عسكريين فقط.
اما الحرب السادسة نوفمبر ٢٠١٢ فقد اسمتها «عمود السحاب» استمرت اسبوعا كاملا حصيلتها مصرع ١٩١ فلسطيني وجرح اكثر من ١٥٠٠ آخر مقابل مصرع ستة اسرائيليين وهاهي اليوم تخوض حربا سابعة ضد قطاع غزة في محاولة منها لتطويع الفلسطينيين وتدمير قدرات المقاومة.
ورغم الحصار الذي يعرفه قطاع غزة وفلسطين عموما وضعف امكاناتهم اثبتوا انهم لوحدهم يستطيعون خلخلة امن اسرائيل ورفع كلفة الاحتلال وكشف عنصرية وعنهجية اسرائيل واجرامها الدائم والمتواصل والذي لايمكن ايقافه الا بواقع عربي ودولي جديد اكثر صرامة وجدية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024