تلميذ اليوم

محمد مغلاوي
14 سبتمبر 2014

لابد أن نعترف بأن أغلب تلاميذ اليوم يفتقدون للحيوية والنشاط والمواظبة والمثابرة في القسم وخارجه، ويغيب عنهم الانضباط والعطاء واحترام المعلم، لا يقدرون مسؤولياتهم كتلاميذ في إنجاز الفروض والواجبات المدرسية، قدرتهم المعرفية أصبحت محدودة، ونتائجهم في نهاية السنة ضعيفة، يتباهون ويتفاخرون أمام الجميع بملابسهم وتسريحاتهم الغريبة وهواتفهم النقالة الجديدة، ولا يبالون بعلاماتهم ومعدلاتهم وتحصيلهم العلمي، يقضون جل أوقاتهم في استعمال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفاز ولعب ألعاب الفيديو، ولا يعطون من وقتهم للكتاب المدرسي والمراجعة إلا القليل. تركيزهم مشتت بين كرة القدم والمسلسلات والأفلام والموسيقى، ذاكرتهم تحفظ  أسماء لاعبين ومغنيين وممثلين، ولا تحفظ أسماء مجاهدين وعلماء ومفكرين ومخترعين، توفر الإمكانيات ووسائل التعليم والتدريس يبدو أنها تحولت من نعمة إلى نقمة عليهم، والتكنولوجيات الحديثة منحتهم حرية زائدة عن حدها، أبعدتهم عن طاعة الوالدين، فأصبحوا يشعرون أنهم أحرار طلقاء، يمارسون ما يرغبون فيه دون حسيب أو رقيب، فأحدثت تغييرات على سلوكياتهم وتصرفاتهم، التي أضحت ميالة أكثر للعنف والحقد، فيناصبون العداء لزملائهم وأساتذتهم، غير مدركين لتبعاتها ومحصلاتها. والمار على بعض المؤسسات المدرسية اليوم، يخجل مما يسمعه من كلام بدئ وألفاظ سوقية تصدر عنهم.
صحيح أن هذا الواقع لا يسري على جميع التلاميذ، لكنه حان الوقت أن يتم معالجة هذه الأمور بطريقة مستعجلة، بما يجعل هؤلاء التلاميذ الذين هم رجال الغد أفراد يعرفون واجباتهم المدرسية ومسؤولياتهم في احترام مدرسيهم ومعلميهم، وترسيخ فيهم عقلية جيدة تجعل من المدرسة ذلك الفضاء الذي يعتزون بالانتماء إليه، فيقصدوه راغبين ومستعدين لتلقي العلم والمعرفة، ومقتنعين بأن ذلك الفضاء سيساهم في تطورهم وتحقيق طموحاتهم وأمنياتهم المستقبلية.
هي مسؤولية ثقيلة تقع أولا على عاتق الأولياء، المطالبين بحزم وصرامة أكثر تجاه أبنائهم دون تساهل أو إفراط ومراقبتهم بشكل يومي، وثانيا على مسيري المدارس والمعلمين وضع هؤلاء التلاميذ عند حدهم، وتوعيتهم بأن سلوكياتهم المنحرفة تتهددهم وقد ترهن مستقبلهم، إلى جانب ترغيبهم في تلقي المعرفة والعلم والتعاطي مع الدروس بشكل إيجابي، وترسيخ فيهم ثقافة المواطنة، وثالثا على مسؤولي التربية تطبيق القانون على كل تلميذ يتعدى حدوده ويتجاهل واجباته الدراسية. ومن شأن الإجراءات التنظيمية الأخيرة التي اتخذتها وزارة التربية أن تضع حدا للتسيب والرسوب وانحراف التلاميذ، المطالبين باحترام النظام الداخلي للمدرسة التي هي المنبع الثاني بعد العائلة لبناء مجتمع صالح.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024