سلوكات

تصحيح سلوك خاطئ

فضيلة بودريش
17 مارس 2025

 

 لا يُستثنى شهر الصيام من استشراء بعض السلوكات المرفوضة داخل السوق، والتي يهدف مرتكبوها في أغلب الأحيان إلى مخادعة المستهلك سواء عن طريق محاولة التطفيف في الميزان، أو إخفاء عيوب السلع عن المواطنين في إطار محاولة تدليس التجّار المزيّفين من هواة الربح السريع.
مثل هذه الظواهر، تتفاقم لتبرز في معاملات البعض من التجار، بحثا عن رواج أكبر للسلع وربح أوفر في الأموال، أما إذا حاول المشتري لفت نظر البائع عبر إطلاق مجرّد ملاحظات للتنبيه لا أكثر، فإنه يمكن أن تندلع على إثر ذلك حرب كلامية يشعلها التاجر، رغم أنه المتسبّب في عدم احترام القاعدة التجارية.
في كل مرة يصرّ بعض التجار داخل السوق على رشّ العديد من الخضروات والفواكه بالماء، من أجل أن لا تبدو شاحبة ويخيّل للزبون أنها طازجة فيقتنيها، وهناك بعض الباعة، يعتقدون بأنهم أذكياء ويتقنون أسرار البيع والشراء، ولديهم جميع الحلول لرواج سلعتهم حتى وإن كانت سلع قديمة، ويمكن التأكيد في هذا الإطار على أنّ عادة رشّ كل من الجزر والخس والكوسة والبرتقال وما إلى غير ذلك من الخضر والفواكه، تقابل بالانتقاد الشديد لما تحمله من غرر، يرتكبه التاجر في حق زبائنه، لأنه يظهر الوجه غير الحقيقي للسلعة عن طريق تلميع مظهرها، وفوق ذلك عندما يزنها، فإنه يزن معها كمية الماء العالقة، ويكون بذلك قد طفّف في الميزان وارتكب ذنبا.
أحيانا لا ينتبه التاجر لسلوكه ولا يعي جيّدا حقيقة تلك التجاوزات التي يرتبكها، وفي نفس الوقت لا يدرك بأنه قد تجاوز قانون العرض، لذا من الضروري، أن تعكف الجمعيات المهنية التي تنظم التجار، على توعية وتحسيس التجار، بضرر بعض السلوكات وتأثيرها على التجارة وكذا الزبائن، من أجل الإقلاع عنها، إلى جانب مشاركة المواطنين لأنهم شركاء مباشرين، ويعدون طرفا أساسيا في قاعدة العرض والطلب ورأيهم مهم جدا، وينبغي أن يساهموا في تصحيح السلوكات الخاطئة بطريقة لبقة، من دون جر البائع إلى خوض حرب كلامية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025