نقطة ضوء في ليل داكن

فضيلة دفوس
10 نوفمبر 2014

 المثير للدّهشة، أنّ مجموعة دول ما يسمّى بالرّبيع العربي التي تلقّفت بسرعة البرق شعلة “ثورة الياسمين” اقتدت بتونس فقط للانتفاضة والاطاحة بقياداتها، لكنّها  بعد ذلك، رفضت السّير على  خطاها وهي تؤسّس ديمقراطيتها النّاشئة وتبني مؤسّسات حكمها عبر صناديق الاقتراع ووفق توافق وطني قلّ نظيره.
لقد قادت تونس قاطرة التغيير العربي، وتجلّى مع الأيام أنّ “ثورتها” لم تكن حادثا طارئا صنعه البوعزيزي، بل حتمية سكنت أفئدة  التّونسيّين مند سنوات لتصحيح المسارات وإعادة بناء أسس الحكم بشكل ديمقراطي.
ومند البداية، رسمت تونس طريقها وحدّدت أهدافها، وأدرك كل طرف فيها ما عليه أن يقدمه من تنازلات لعبور المرحلة الانتقالية بسلام.
وبرغم بعض العراقيل والمطبّات، إلاّ أنّ القطار الذي وضع بإتقان على السكة، مضى يلتهم طريقه ويقطع المرحلة  تلو الأخرى إلى أن عبر كل المحطات الانتخابية بسلام، وها هو يقترب من آخر محطة يشهد فيها الاستحقاقات الرئاسية ليطوي المرحلة الانتقالية بمؤسسات اختارها الشعب بكل حرية ومسؤولية.
التّجربة التّونسية كما نراها ناجحة إلى حدّ بعيد، وأيّ نقائص سيتداركها التّونسيّون لاحقا بكلّ تأكيد، فلماذا لا تلتفت إليها باقي الدول العربية التي ضلّت طريقها ودخلت في متاهة الصّراع على السّلطة وما يشبه الاحتراب الداخلي؟
لماذا لا تقتدي هذه الدول الضّالة، بتجربة تونس في الانتقال الديمقراطي كما اقتدت بها وهي تطيح بنظامها قبل أربع سنوات، ويضع المتصارعون على السّلطة فيها سكاكينهم الجارحة جانبا ويبتعدوا عن روح الانتقام والثّأر،
ويجلسوا إلى طاولة حوار لإيجاد أرضية تفاهم تحدّد معالم طريق الخلاص؟
لقد مرّت أربع سنوات على “الثّورات” العربية ولم تظهر بارقة الأمل إلاّ مع التّجربة التونسية، أما باقي الدّول فيبدو أن ليلها سيطول. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19825

العدد 19825

الخميس 17 جويلية 2025
العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025
العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025