“نزاع” حقّاني!!

م. كاديك
07 نوفمبر 2023

 

 أعلن البنتاغون الأمريكي أمس، أنه دسّ “غوّاصة” في مياه الشّرق الأوسط، لتكون مانعا لأي توسّع مفترض لنطاق (النّزاع) في فلسطين، فالأمريكان معروفون بأنّهم (دُعاة سلام)، وهم يعلمون علم اليقين بأنّ (المسْتَر نزاع) لا يمكن أن يتوسّع إلا إذا حُظي بـ (كرم عنايتهم)، ونال مباركتهم، وضمن لهم (ضالّة ممكنة)، ويكفيهم كرما أنّهم وصفوه بـ (النّزاع)، فهم حريصون على “العدل”، منشغلون بـ “الإنصاف”؛ ولهذا كان لزاما عليهم أن يكونوا..أمريكيين حقّانيّين كما عرفهم الناس منذ زمن “النّزاع” مع الهنود الحمر، فهم لا يميلون عن طبعهم (الحنون) جدّا جدّا، في النّزاعات.  
وإذا قدّرنا أنّ (النّزاع) – عادة – يحدث بين قوّتين متكافئتين، فإنّنا نرى ملامح “العدل” وهي تقفز (مسرورة) من ثنايا الإعلان الأمريكي عن إقحام غوّاصة (مقتدرة)، بعد أن ألقى إلى المنطقة بحاملتين اثنتين للطائرات، و(شخشخ) خزينته بـ 14 مليار دولار (رشْقَة) للصّهاينة، ضمانا للتكافؤ بين طرفي النزاع، فالصّهاينة يتكبّدون العناء المرّ وهم يلقون بالنيران من السّماء، بينما يستقبل الأطفال الفلسطينيون تلك النيران بأجسادهم الطريّة، دون أن يبذلوا أي جهد، فالأطفال (الظّالمون بطبيعة الحال) يكتفون بالجلوس في مخيّماتهم، أو بين أنقاض منازلهم ومدارسهم، والصّهاينة يتطوّعون - مجّانا - لإنزال الصّواريخ عليهم، ما يعني أنّ أمريكا مرغمة على إبقاء - “النّزاع” متوازنا، وهذا ما يجب أن تصدّقه جميع شعوب الأرض دون نقاش، ما دام البنتاغون - بشخصه - يقول إنّه “نزاع”..معاذ الله أن يكون ـ (حقرة) حتى إن (بعبعت).
وقد يكون واضحا أنّ (النزاع) اجتهد كي يتوسّع منذ (زمّارة بعد القرن)، ولكنه لم يفلح لأسباب موضوعية للغاية، لا حاجة إلى تعدادها اليوم، فـ “العدّاد” منشغل بحساب الأجساد الممزّقة.
ولا نامت أعين الجبناء..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024