فصام شوماخر؟!

م. كاديك
10 نوفمبر 2023

 

يعاني مستعملو الطرق السّيارة من (مخلوقات عجائبية)  تتعامل كأنها في مسارات (الفورمولا وان)، فلا تكفّ عن المناورات الخطيرة، ولا ترعوي عن التجاوزات المتعرّجة، وتحرص (حرصا مبالغا فيه) على احتكار الطريق العمومي، واستغلاله مثل المزارع الخاصة، دون اعتبار لـ»قانون مرور»، ولا احترام لباقي السيارات..
ولا نأتي بجديد إذا قلنا إن المتعارف عليه، هو أن كل من يسوق سيارة، ينبغي أن يكون حاصلا على شهادة سياقة، وتحصيل الحاصل أن كل صاحب شهادة سياقة، يعرف جيدا كيف يقرأ إشارات المرور، تماما مثلما يعرف كيف يضع سيارته على مضمار واحد، ويتقن استعمال (الغمازة) والنظر إلى المرآة حين يرغب في تغيير المضمار، إلا أن المخلوقات العجائبية التي تستعمل الطريق، تبدو كأنها تكتفي بتسجيل أسمائها على «الدفتر العائلي»، فـ»شهادة الميلاد» وحدها – في اعتقادهم - كافية جدا لممارسة السياقة، لهذا ترى الواحد من هذه المخلوقات يسير بالعرض تارة، وبالطول تارة أخرى، وقد يقفز هنا، و(يتشقلب) هناك، ويحاول الطيران هنالك..
ولا نجد – صراحة – غير التّقدير بأن هاته المخلوقات العجائبية، مصابة بـ(الخلعة) التي تتراكم مع نوع من (التكبّر والزّهو) والإحساس المنتفخ بـ(العلوّ على الناس)، بحكم أنهم تمكّنوا من (امتلاك) سيارات، مع أنها تملكهم في الحقيقة، فهم مصابون بـ(فصام شوماخر)، وهو اضطراب عقلي يتوهم المصاب به أنه على مضمار سباق؛ لهذا يلهث (الشوماخريون) وراء استعراضات (القوّة) و(المهارة)، ولا يحققون – على الدّوام – إلا جنايات كبرى في حق الأسوياء الملتزمين بالقانون..
إن الحاجة ماسة إلى تفعيل شبكة الكاميرات على مستوى الطرق السيارة، فالأمر جلل، والإرهاب الذي يمارسه (المرضى النفسيون) بلغ حدا لا يطاق.. وليس من سبيل للخلاص سوى إقناع (الشوماخريين) بأن «الفورمولا وان» مجرد وهم في رؤوسهم.. وليس ما يقنع أفضل من العقوبات القانونية الرادعة..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024