عن «مانفيستو» بن تومي..

م. كاديك
24 نوفمبر 2023

لماذا لم نؤسّس، لحدّ الآن، لـ»موسوعة أدبية نقدية جزائرية» تكون واجهة ثقافية مرموقة لبلادنا؟!.. هذا سؤال «صعب» (ومحرج للغاية) طرحه الدكتور اليامين بن تومي، بعد أن سجّل أن الساحة تزخر بطاقات كبيرة، ومخابر عديدة، ناهيك عن أعداد معتبرة من الكُتّاب الأدباء، والنقاد والشعراء..
ولا نرى حاجة في استحضار مفهوم «عدم الفاعلية»، ولا المتعارف عليه من (القابلية للاسترخاء) المهيمنة على ساحتنا الثقافية؛ فالمقام يفرض إثارة ما يمكن أن يستنهض الهمم، ويستنفر الطاقات، ويشحذ القرائح، من أجل تحقيق الغايات السامية..
والحق أن الدكتور أبو القاسم سعد الله، قطع شوطا لا بأس به في الموضوع، حين نشر «تاريخ الجزائر الثقافي»، في مبادرة فردية تولتها وزارة الثقافة بالعناية، ولكن الجهد المنير بقي وحيدا فريدا، لم يتمكّن من أداء وظيفته الحيوية في واقع الناس؛ إذا لم يُكتب له ـ على غرار مبادرات أخرى قليلة - أن يتحوّل إلى مؤسسة قائمة، ترصد وتتابع وتنشر كل الروائع الجزائرية، وهذا بالضبط ما دعا إليه بن تومي.. فالمسألة اليوم متعلقة بالعمل المؤسسي، ولا تكفي معها الجهود الفردية..
السؤال الآن.. هل يمكن أن نتفاءل بنجاح «مانفيستو» الدكتور بن تومي؟!
بصراحة.. التفاؤل بـ»ساحتنا الثّقافية» صعب للغاية؛ ذلك أنّها تعاني من (المغشوشين) و(المتلصّقين) و(الزادمين عليها)، وشيء من (حفّاظ الرّبع)، ومع هذا، لا ننكر أن الزرع الطيب يؤتي ثمراته مهما طال به الزّمن، لهذا نرجئ الإجابة إلى أن نرى «مستوى التفاعل» مع دعوة الدكتور بن تومي، فإن تنفست الأفكار، وتحركت دواليب النّقاش، وتواترت المقالات والمداخلات والمقترحات، يكون الخير كلّه.. وإن كان غير ذلك، فلن يكون الضّرر كبيرا.. سيكون حلما جديدا مؤجلا.. في انتظار نهضة ثقافية ممكنة..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024