البيــع بالغش

مع حلول شهر رمضان الفضيل، يزداد بشكل ملحوظ الطلب على الخضر وخاصة البطاطا، وفي ظل الوفرة الكبيرة والسعر المعقول، تحرص الكثير من العائلات على شراء كميات معتبرة من المادة، تكفيها لمدة أسبوع أو عشرة أيام، ويمكن المستهلك اقتناء البطاطا بلونيها الأبيض والأحمر  وبأحجام صغيرة أو كبيرة، لأن لكل نوع سعر، غير أنه، برزت بعض الظواهر الغريبة والمستهجنة بسب التجار الموسمين الذين يوقعون زبائنهم في “فخ” العرض السريع، أو البيع عن طريق الخطف.
ينتشر العديد من الباعة الموسميين مثل الفطر عند مفترق الطرقات، يعرضون أكياسا كبيرة معبّأة، وتطارد أنظارهم وألسنتهم السيارات المارة بالطريق، ويعرضون سلعتهم بأسعار جذابة مرددين بأصوات مرتفعة “كيس بحجم كبير بسعر 500 دج”، “إنها بطاطا وادي سوف” “الكمية ستنفد”، ومجرد السؤال عن وزن الكمية تجده يحمل الكيس ويتجه إلى السيارة ويطلب من صاحبها فتح صندوق سيارته، وبعد أن يسوق سلعته ويقبض الثمن يكرر هذا السلوك الغريب والمثير للقلق، بل أن شجارا يحدث بين مجموعة من الباعة بعد العثور على زبون وكل واحد يحمل كيسه من أجل بيعه، ويدعي أنه أول من تحدث واستقطب المشتري.
وما يدخل المستهلك في موجة من التذمر بعد وصوله إلى المنزل، وتفقده لما اشتراه، أنه قد تعرض إلى عملية غش من طرف باعة ليس لديهم أي علاقة بالتجارة، وينشطون في سوق موازية كباعة يتجولون عبر الطرقات، والصدمة تكون كبيرة عندما يكتشف المستهلك المخدوع أنه اقتنى مادة البطاطا نصفها بلون أخضر والنصف الآخر مهشم، ويضطر إلى التخلص منها مع النفايات.
لذا ينبغي أن يحذر المستهلك في أي عملية عرض من ظواهر الغش، ويجب أن يقف على فحص كل كبيرة وصغيرة، ويسأل عن السعر قبل اقتناء أي سلعة، لوضع حدّ لمثل هذه السلوكات المشينة والقضاء على ظاهرة البيع بالغش المنتشرة بكثرة على وجه الخصوص عبر الأسواق الموازية