سلوكــات

زبون مزيف..!

فضيلة بودريش
16 مارس 2024

تنتشر محلات بيع الدجاج الطازج في كثير الأماكن، ويمكن للمستهلك أن يقتني ما يحتاج منها، فيقوم التاجر بذبح الدجاج ونزع ريشه، في عين المكان، وفي مدة زمنية لا تتعدى العشر دقائق، وهناك من يستحسن الترخيص لمثل هذه المحلات، كونها تسوق المنتوج طازجا وبسعر نوعا مخفض مقارنة بالسوق، لأنها منتوج يسوق من المربي إلى التاجر، دون تدخل أي سمسار أو وسيط.
تتوقف العديد من السيارات وينزل أصحابها من أجل اقتناء دجاجة أو أكثر، لاسيما أن الأسعار يتمّ إشهارها على واجهة المحل، وتعرض هذه المحلات جميع أنواع الدجاج والبيض من بينها الدجاج التقليدي، لكن ما يبعث على الاستياء بروز ظواهر مستهجنة وغير مقبولة، يكون سببها أحيانا المستهلك الفاقد للضمير والذوق، لأن السلوك المرفوض يتمثل في إقدام الزبون على تسجيل طلبية من ثلاث دجاجات، ويشرع بائع الدجاج في تحضيرها بداية بوزنها لتحديد ثمنها، ثم يقوم بذبحها فورا ونزع ريشها، وفي هذه اللحظات، وفي هذه الأثناء بالذات، يعتذر الزبون صاحب الطلبية بالتوجّه إلى المحل التجاري المقابل، من أجل اقتناء بعض الحاجيات، ملتزما بأنه سيعود لتسديد ثمن الدجاج وتسلم طلبيته بعد بعض الدقائق.
لا أحد كان يتوقّع وعلى رأسهم بائع الدجاج، أن هذا الزبون لم يكن جديا، لأنه يختفي فجأة ولا يعثر له على أثر، ويتأكد أنه لم يعد لأخذ طلبيته، ويبقى التاجر في الانتظار عدة ساعات أخرى، وفي الأخير يتيقن بأن الزبون تلاعب به، وجعله يذبح تلك الدجاجات بنية مبيتة هدفها السخرية وإحراج الآخرين. ودون شك هذا السبب سيكون دافعا مافيا يجعل التاجر يطلب تسديد سعر الدجاج قبل مغادرة الزبون محله، خوفا من مصادفته لزبائن مزيفين، يستمتعون بالتلاعب والنيل دون سبب من الآخرين.
إنها ظواهر سيئة خاصة عندما ترتكب في شهر الرحمة والصيام، ولا يعقل أن يستغل الإنسان وقت فراغه، من أجل إلحاق الأذى بالآخرين، وعلى خلفية أن العقد شريعة المتعاقدين، ومن طلب سلعة وجهزت له، لا ينبغي أن يتراجع عن تسلمها من دون سبب أو عيب في هذه السلعة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024