حال الدنيا

اعط القوس باريها..

م. كاديك
20 أفريل 2024

ليس من ينكر النجاح عن الأفلام الجزائرية المقتبسة من الروايات، فقد تمكنت “ريح الجنوب” لعبد الحميد بن هدوقة، من الرسوخ في الذاكرة، ومثلها “الأفيون والعصا” و«الربوة المنسية” لمولود معمري، و«الحريق” لمحمد ديب، و«وقائع سنين الجمر” المقتبس من قصة لمحمد الأخضر حمينة، وسيناريو شارك في كتابته رشيد بوجدرة، وأعمال أخرى صنعت المخيال الجزائري العام، وإن كانت قليلة جدا مقارنة بما أنتج رواد الأدب الجزائريين..
ونفخر اليوم أن مكتبتنا الأدبية تتزين كل عام بما يزيد عن مائة رواية، لكن الصناعة السينمائية لا تعيرها انتباها، وتراهن على سيناريوهات (يؤلفها) “هواة” لا علاقة لهم بالأدب، ولا علم لهم بوظيفته، فينتجون أعمالا باهتة، ويطرحون أفكارا مسطحة، تكون عادة مضادة للقيم الاجتماعية، كمثل ذلك المشهد الذي يجمع بين والد مُدان ينوي الحج، وابنه الذي يسخر منه، ويرفض دفع ديونه، بل يقيم عليه الحجة بأسلوب ساخر للغاية.. ولعلّ كاتب السيناريو راهن على “سخرية” الابن من أبيه من أجل إثارة الضحك، دون أن يخطر على باله أن تمييع معنى “الأب”، لا يخدم المجتمع في شيء، بل إنه يمكن أن ينتج العقوق والنكران..
إن الكتابة للسمعي البصري، مسؤولية كبيرة لا ينبغي أن يتصدى لها الهواة و(البزانسية)، فهي ميدان الأدباء المتمكنين من أصول السّرد، العارفين بوظائفه، المدركين لمخاطره، لكننا - مع الأسف - تعوّدنا على تحقير الأدب، واعتباره سقط متاع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024