ما ضاع حقّ وراءه طالب

فضيلة دفوس
26 أفريل 2016

المسرحية التي أخرجها ونفّذها الاحتلال المغربي بركاكة قبل أيّام، والتي تضمّنت فصلين مأساويين، الأول خاص بالحملة المسعورة التي استهدفت شخص الأمين العام للأمم المتحدة، فقط لأنّه قال كلمة حقّ وسمّى الأشياء بمسمّياتها، والثاني تضمّن مشهدا دراماتيكيا تمثّل في طرد المكوّن المدني لبعثة «المينورسو» المكلّفة بالإشراف على تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصّحراوي، لم تكن ترمي في واقع الأمر إلا إلى تحقيق بعض المكاسب في ظلّ الهزائم المتتالية والصّفعات الأليمة التي ظلّ المغرب يتلقاها الواحدة تلو الأخرى من طرف العديد من الدول والهيئات التي تؤمن أشدّ الإيمان، بأنّ الصّحراء الغربية لم تكن يوما جزءا من أراضيه كما يزعم ويتوهّم، بل هي إقليم مدرج منذ سنة ١٩٦٣ ضمن لائحة الأقاليم المستعمرة التي تنتظر تطبيق مبدأ تقرير المصير، وهي الأرض التي دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها الذي أصدرته مباشرة بعد اجتياح المغرب لها، إلى ضرورة تخليصها من الاحتلال كما دعت محكمة العدل الدولية إلى تقرير مصير الشعب الصّحراوي، وحثّت قرارات عديدة صادرة عن هيئات قضائية كبرى على وقف نهب الاحتلال وزبانيته لثروات الإقليم الصحراوي المحتل لأنه لا يملك حق التصرّف فيها.
الإحتلال المغربي بإخراجه التّعيس لمسرحيته الفاشلة، لم يزد في واقع الأمر، إلاّ من التفاف الحبل حول عنقه، فالاستخفاف الذي أظهره لقرارات الشرعية الدولية وإهانته وتمرّده على مؤسستها، إلى درجة توجيه سهامه بالمزاعم الباطلة إلى الأمين العام الأممي بان كي مون ثم ضربه لبعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) وسعيه لتفكيكها، أثار استنكار العالم أجمع  الذي طرح سؤالا جوهريا «لما يخشى المغرب من الاستفتاء والبعثة المشرفة عليه، ما دام مقتنعا بأن الأرض الصّحراوية أرضه وشعبها كما يزعم  يكنّ له الولاء؟
في الواقع، الهجمة المسعورة للمغرب ضدّ شخص بان كي مون، ثم توجيه سهامه إلى «المينوروسو»، يدخل في إطار سياسة الهجوم خير وسيلة للدّفاع، التي يتبناها في الغالب الذين، لا يكون الحقّ إلى جانبهم، والذين يعتدون على أملاك الغير، ليخلط الأوراق عشيّة إصدار مجلس الأمن الدولي لائحته حول الصّحراء الغربية، ويفرغها من محتواها، وأيضا ليربك المجتمعين ويجرّهم إلى هوامش القضية على حساب جوهرها.
لكن مهما تعدّدت أشكال التآمر وتعدّدت وسائله، فمعركة المغرب خاسرة لا محالة، لأن الحلّ الشرعي في الصّحراء الغربية حدّدته القرارات الأممية قبل أزيد من نصف قرن، عندما أقرّت بأنها إقليم مستعمر ينطبق عليه مبدأ تقرير المصير.
وعلى الاحتلال المغربي أن يدرك، أنّه وبرغم المناورات والمراوغات ومحاولات قتل القضية بالتّقادم، فهو لن يتمكّن من ضمّ الأرض الصّحراوية إليه ما دام الصّحراويون متمسّكون باستعادتها وجاهزون لحمل السّلاح في سبيل ذلك.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024