انتهاء عهد الرسائل المشفرة

¯ يكتبها: توفيق يوسفي
30 مارس 2013

يقال أن المتاعب عندما تحل تأتي تباعا، وهو بالضبط حالنا اليوم حيث أصبحنا لا نستفيق من محنة أو فضيحة إلا على أخرى.. تتوالى الأحداث يوميا في سياق حساس تمر به البلاد وكأنها مصائب أمنية واجتماعية مفخخة نزع فتيلها يتطلب الكثير من الحكمة واليقظة.
كثر اللغط وطفحت المناورات إلى السطح وأصبح الوضع لا يحتمل التردد ولا التحفظ.. انتهى عهد الرسائل المشفرة وبدأت مرحلة الرسائل المفتوحة.. إصرار متواصل ومستمر على استدراج البلاد إلى مستنقع الفوضى والخراب رغم انكشاف حقيقة المخططات المشبوهة التي تم بها تكبيل بعض البلدان العربية وضرب استقرارها في العمق.
واجهنا اعتداء تيقنتورين الذي استهدف مصدر قوتنا، وحسمنا الموقف بطريقة سيدة، دقيقة وناجعة لم نكن نتوقعها حتى نحن أنفسنا، وفاجأت العالم الذي انتهى به المطاف إلى الإقرار بصحة وصواب القرار، رسالتهم كانت مفتوحة وواضحة وردنا عليها كان من نفس النوع والجنس.. وزدنا عليه أن من تطأ قدماه ترابنا دون استئذان لا يغادره إلا محملا على النعوش.
خرج الشباب في جنوبنا الكبير ليعبر عن مشاكله وانشغالاته ويفضح تراكمات التسيير المحلي السيئ للبرامج الموجهة له، فعملوا على استغلال معاناته والتحدث باسمه من أجل توجيه تحركه السلمي المشروع باتجاه إشعال فتيل مواجهة ميدانية في الشارع لا تهدأ ولا تنطفئ حتى تأتي على الأخضر واليابس وترسخ الفوضى وتطبعها كما هو حاصل حاليا في دول الربيع.
ظهرت قضايا الفساد فاتخذوها مطية لتسويد كل شيء ولجأوا إلى المزايدة.. حملوا معاول الهدم وركبوا موجة التهويل والمبالغة، وعندما تلقى جهاز العدالة توجيهات بالتحرك والتحري وتطبيق القانون على من يثبت فساده استهدفوه للنيل من هيبته، فاقتحموا مقر مجلس قضاء الجزائر رمز العدالة وواجهتها.
هذا هو المشهد.. وهكذا كان يتكرر عشية كل استحقاق وطني، ولكن هذه المرة يبدو أكثر تشعبا وتعقيدا مما يظن البعض، مشهد ذو حد مزدوج، يضغط على المستوى الخارجي كما على المستوى الداخلي، وقوده الانسياق وراء السراب والشبهات..
حل معادلة كهذه يكمن في إطلاق معالجة جذرية تسير على خطين متوازيين، تلبية انشغالات واحتياجات الشباب تلبية آنية ومتواصلة تضمن له الاستقرار وتحقيق الذات، وإرساء استراتيجية وقائية لمواجهة الفساد وتنويع آليات المراقبة وتقوية جهاز العدالة، حينها فقط يمكننا الاطمئنان على أمننا الوطني ووحدتنا الترابية.
لذلك علينا دائما البحث عن الحقيقة كاملة..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024