النص الحداثي أم الضلع الأعوج ؟

نور الدين لعراجي
29 جانفي 2017

 تثار الكثير من المسائل المتعلقة براهن النص الجزائري خصوصا والعربي على وجه العموم في القصيدة العربية التي طالها التجديد على مستوى البناء والمكونات الجمالية ، والملاحظ أن النص الحداثي استطاع أن يثبت بصمته على المستوى الفني باختازله لواقع الذات الراهنة وتجاوزه للعمودي والتفعلية وقصيدة النثر ، معتنقا نموذجا خاصا به له دلالاته وانشغاله وروحه المبدعة .
فظهرت العديد من الكتابات الحداثية تحمل بصمة العالم الرقمي الذي اختزل كل شيء ، فأصبحت الرسائل توظف في كلمات معدودات ، وصار العالم قرية صغيرة ، أفكاره تستمد من راهنه مانحا إياه السمات والصفات الجمالية والفنية .
وقد أبدعت الكثير من الأقلام العربية والجزائرية في خوض هذه التجربة وتخلصها من راهن القيود و الأحكام المتعارف عليها بدليل أنها أسست لهذه النماذج وجعلتها حاضرة بقوة من خلال التجديد على مستوى النص واللغة والبناء ، معتمدة على الإيجاز والتلخيص والتكثيف، مانحة الدهشة للقارئ بعد القراءة الأولى ثم الرغبة لاستراق السمع مرة أخرى .
مما لا شك فيه أن سلوكات العالم الافتراضي ولدت نصوصا افتراضية لكنها مستمدة من واقع معاش ومن بيئة تعيش فيها كل المتناقضات ليس من أجل الاختلاف او التباين لكن من أجل إكمال مسار هذا البعد الجمالي الذي فرضته تداخلات العولمة والتراجم من الآداب الأخرى كما هو الأمر بالنسبة لتجربة الهايكو «الياباني « .
التجديد على مستوى النص يجعلنا نقترب أكثر من هذه التجارب الإبداعية، وندخل عوالمها ليس من أجل الخوض في التقليد فقط، بل لوضع معالم والآليات والأسس المتينة، حتى نميزها عن غيرها من النصوص الأخرى، فإذا كانت صفات القصة القصيرة جدا أو القصيدة أو ما اصطلح عليه النص المفتوح كما في التجارب الأخرى تبنى فواعلها على الجانب الفني والإيقاع الموسيقي، فهي تعتمد أيضا على الصفات الأخرى التي سبق وان اشرنا إليها، مثل التكثيف والدهشة والإيجاز والاختزال.
وختاما يمكن القول أيضا ان عالم المتنبي أو عنترة او من عاصرهم، من الشعراء ومن جاوؤا من بعدهم مرورا بالعصر العباسي الى غاية المدرسة الرومانتيكية إلى غاية اليوم ظهرت تجارب اخرى ليست قائمة من عدم ولكنها امتداد الى هذه التجارب ، وهي تبحث في ظل هدا الزخم المعرفي عن التأسيس لهذا المخاض الابداعي والذات والروح المبدعة

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025