ما هو مفهوم الاعلام الجواري أو المحلي؟ وما المساحة المخصّصة له في الصحافة المكتوبة؟ سؤالان من ضمن الأسئلة الكثيرة التي تطرح ونحن نحتفل باليوم العالمي لحرية التعبير المصادف لـ 3 ماي من كل سنة.
تولي العديد من اليوميات أهمية خاصة لما تسمّيه بالأخبار المحلية أو الجهوية أو الولائية، وهناك تسمية أخرى كالجزائر العميقة. هي صفحات تجد فيها حيّزا معتبرا لكل الأحداث التي تجري بداخل البلاد، وهناك من يخصّص كذلك صفحات لوسط البلاد وشرقها وغربها مع ورود نقل انشغالات الجنوب.
هذه المعاينة الأولية يمكن ملاحظتها من خلال إطلالة على عينات من الصحف عندنا، والتي فعلا تسعى من أجل أن تكون الوسيطة بين سيرورة الوقائع في الميدان والقارئ عبر مراسلين دائمين لها.
الإعلام المحلي هو منظومة من الآليات الحيوية التي تنقل الحدث في حينه، والقائم على هذه المهمة هو المراسل في عين المكان، المكلّف من قبل جريدته أن يزوّد القارئ بكل تفاصيل ما يقع، وهذا بالاتصال بكل الأطراف حتى يدعم مقاله بالمصداقية دون أي إقصاء للآخر، ونقصد هنا تجاهل الكثير للنشاط الحيوي الذي يندرج في إطار توجه التنمية الوطنية وإبراز الورشات المفتوحة للجزائر من أجل فك العزلة عن المناطق النائية، واستقرار السكان وتوفير مناصب الشغل، والمياه والنقل والصحة والتعليم والخدمات المتعددة.
للأسف التوجه الراهن هو التركيز على ما يعرف بالمتفرّقات، وهي الأخبار المتعلّقة بالاجرام والسرقات والمخدرات، هذا ليس بالاتصال المحلي لأنّه أحادي الرؤية يركّز على السلبيات فقط.
وليس عيبا أن نقيّم أنفسنا من ناحية العمل الاعلامي المحلي، متسائلين عن الرسالة التي نحملها من أجل إظهار مسار التنمية الوطنية دون أن ننسى العنصر البشري الذي يعدّ محرك كل مسعى. هناك الكثير من الانجازات لا يعرفها المواطن وغير مطّلع عليها، وهي مشاريع عملاقة توصف بالمعجزة كنقل المياه من عين صالح إلى تمنراست، استصلاح مساحات وكذلك الطريق السيار شرق ــ غرب وبناء السدود. هذه الحقائق لا يجدها المواطن هامة نظرا لخيارات الصحف عندنا الرّاغبة في الإثارة فقط وتعداد السلبيات، يمكن تعديل هذا التوجه من خلال النظر في مصطلح الاعلام على أنّه فعل موضوعي يتعامل مع الواقع ويعالجه كما هو.
