!سلوكات

محلاّت منفّرة

جمال أوكيلي
30 ديسمبر 2017

المحل التّجاري هو فضاء للزّبون لاختيار ما بدا له مناسبا لشرائه بكل أريحية، وبعيدا عن كل ضغط ناجم عن الجو العام بداخل تلك المساحة خاصة في أوقات الذّروة، أي الإقبال الكبير.
للأسف اليوم لا نستطيع الدّخول إلى تلك المحلاّت، نظرا لغياب حد أدنى من التّنظيم ونقصد كثرة السّلع المبعثرة هنا وهناك، مرمية في كل الزّوايا تعرقل حركة النّاس، وتمنعهم من اقتناء حاجاتهم في إطار هادئ لا يزعجهم أي شيء.
هذا غير موجود بتاتا كل يوم يلاحظ أنّ الأماكن الفارغة التي كانت تسمح للزّبون بالتحرك فيها تمّ حجزها، وتحوّلت إلى رفوف لوضع فيها مواد أخرى يستحيل التحرك في ذلك الحيّز الضيّق بسبب عدم التّفكير في الأعداد القادمة من المستهلكين.
والكثير من الوافدين يغادرون المكان فورا عندما يقفون على تلك الفوضى في ترتيب البضائع، ووصل الأمر ببعض التجار إلى إخراجها إلى الرّصيف، وهناك من يصفّفها إلى غاية السّقف لا يمكن لأحد الحصول عليها إلاّ باستعمال وسيلة تعينه على ذلك.
والأدهى والأمر هنا، هو أنّ المحلاّت كثرت فيها المبرّدات التي وصل عددها إلى ما بين ٤ و٦ في مكان لا يتّسع لها أبدا، فلماذا كل هذه الأجهزة التي يقطع عليها التيار ليلا حتى لا تستهلك المزيد من الكهرباء؟
وكل هذا الخلط في البضائع والمواد أدّى إلى نفور الزّبون كونه لا يتحمّل ذلك الضّغط النّفسي الموجود بداخل المحل في كل مرة تنقل المواد من مكان إلى آخر، ويوميا يبحث ذلك التّاجر عن حيّز جديد وهو غير موجود أصلا، لكن في نهاية المطاف أحدث تلك الفوضى من حيث لا يدري.
ويضاف إلى كل هذا العدد الكبير للعمال، الذين يتحرّكون في كل الاتجاهات دون الالتزام بأماكنهم في الوقت المناسب ممّا يحدث ازدحاما لا مثيل له بداخل مساحة محدّدة جدا أعطوها أصحابها أكثر ممّا تستحق، ولم يتركوا فيها سوى ممرّا ضيّقا  لشخص واحد، وشغلهم الشّاغل التّفكير في توسيع المحل فقط دون التّفكير في الزّبون، وأحيانا يجد حوالي ٤ أو ٥ أشخاص أنفسهم محاصرين بداخل المحل، وهناك من يقف على الرصيف أي خارج ذلك المحل في انتظار دوره، لا لشيء سوى لأنّ هناك أكياس الحليب، المشروبات، الفواكه والخبز كل هذا يعرقل حركة الزّبون.
لا يكفي اليوم أن نطلب من التّاجر الفواتير أو ووضع الأسعار، وإنما على الجهات المسؤولة دعوة هؤلاء إلى ترك حق الزّبون في اختيار البضائع من خلال الرّواق الخاص به بداخل المحل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024