نقابات إضراب أم شريك اجتماعي؟

أمين بلعمري
10 فيفري 2018

هل اختصرت "الشراكة الاجتماعية" في تنظيم الإضرابات و الحركات الاحتجاجية فقط  في حين أنها أكبر من أن تختزل في هذه الثنائية التي يفترض أن تكون الاستثناء و ليس القاعدة  ؟! وأن يكون الإضراب كملاذ أخير يتم اللجوء إليه بعد استنفاد كل الوسائل القانونية الأخرى، بل حتى في هذه الحالة يجب أن يخضع لتأطير و ضوابط لأن الخيط الذي يفصل بينه و بين الفوضى رفيع جدا خاصة عندما يتعلق الأمر بقطاع بحساسية التربية الذي يتوقف عليه مصير أجيال.

إن هذا الطرح لا يعني البتة تجريم الإضراب كوسيلة لتحقيق المطالب و حق يكفله الدستور الجزائري و لكن ليس على حساب حقوق دستورية أخرى، فالتعليم و المدرسة حقان يكفلهما الدستور كذلك.

قد نتفق جميعا أن مدرسة الجودة لا يمكن الوصول إليها إلا بتوفير كل الظروف المادية، الاجتماعية و البيداغوجية للمعلم و التلميذ معا و لكن بالمقابل يجب أن يكون المعلم الذي كاد أن يكون رسولا - على قول الشاعر-  في مستوى أمانة هذه الرسالة المقدسة و النبيلة ، كما لا يمكن لهذه المدرسة التي يصبوا إليها الجميع أن تتجسد إلا بتضافر جهود الجميع و في مقدمتهم النقابات وفق مفهوم شراكة اجتماعية  تفرض عليها المساهمة في تصويب و معالجة الاختلالات و النقائص  التي تشوب مدرستنا، فظاهرة الدروس الخصوصية التي تقدم في البيوت و المستودعات و في أماكن لا تتوفر على أدنى الشروط البيداغوجية أصبحت - للأسف - أصل و المدرسة فرع أو تكاد؟ ! ناهيك عن ظاهرة انتشار المخدرات ، التسرب المدرسي و غيرها من الظواهر التي تنخر مدارسنا فهل سألت هذه النقابات نفسها عن موقعها من كل هذا ؟.

إن العمل النقابي هو نضال مسؤول و واع لا يخضع للقانون فقط و لكن  للأخلاق و مراقبة الضمير كذلك ، بينما يصبح أقرب إلى الابتزاز منه إلى النضال و يفقد بريقه و قيمه النضالية عندما يأخذ الآخرين كرهينة خاصة عندما يتعلق الأمر بالمدرسة و التلميذ.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024