المرأة الرّيفية ببومرداس بحاجة إلى التفاتة

بومرداس: ز ــ كمال
05 مارس 2018

تتطلّع المرأة الريفية بولاية بومرداس في كل مناسبة وخاصة يوم 8 مارس العيد العالمي للمرأة لإلتفاتة صادقة من قبل الجميع كعربون محبة واعتراف لما قدّمته هذه المرأة المكافحة من تضحيات خلال ثورة التحرير، وما تقوم به اليوم من مهام تربوية ورعاية ونشاط يومي لا يكل داخل البيت وخارجه بنشاطات موازية في المجال الفلاحي، تربية الأبقار والأغنام، جني الزيتون دون أن تهمل إبداعات أنامل يدها في ميدان الصناعات التقليدية والحرف.
 تضحيات كبيرة تقوم بها المرأة الريفية بولاية بومرداس، تلك المكافحة التي ملأت محيطها السكني في القرى الجبلية المنتشرة عبر بلديات الولاية شبه الريفية في مرتفعات عمال، تيمزريت، أولاد عيسى، أعفير، بوزقزة بالنشاط والحيوية من تربية الأبناء إلى خدمة الأرض، والمساهمة في النشاط الاقتصادي على الأقل في توفير بعض الحاجيات الأساسية اليومية للعائلة وسط ظروف اجتماعية صعبة، لكنها لم تنل من عزيمتها وقوتها عند الشدائد، وهو سر تفوّقها وصبرها في أحلك الظروف التي مرت بها الجزائر والولاية خلال العهد الاستعماري، وفترة المحنة الأمنية أثناء العشرية السوداء.
اليوم وإحياء للعيد العالمي للمرأة المصادف لـ 8 مارس من كل سنة، تنحاز وللأسف برامج الاحتفالات والتكريمات المسطرة بولاية بومرداس عن هذه الشخصية العظيمة الفذّة، وأحد أركان المجتمع ومكوّناته الأساسية، فيتم نسيانها وحتى تهميشها بكلمة شكر وعرفان لما تقوم من مجهودات وأعباء شاقة في صمت بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام، ومظاهر الفانتازيا التي يتبجّج بها المسؤولون المحليون عند الاحتفال بالذكرى، وتكريم المرأة العاملة التي تقوم هي الأخرى بدور رئيسي في مجال التنمية المحلية وفي مكان عملها سواء في قطاع التربية، الإدارة، الصحة وغيرها من المجالات الأخرى الحساسة التي اقتحمتها هذه الأخيرة بشجاعة واقتدار، في وقت لا يتذكّر أحد حتى القائمين على قطاع النشاط الاجتماعي أن هناك فئات هشة من المجتمع بحاجة إلى وقفة تكريم وتضامن أيضا منها المرأة الريفية.
كما لم يتذكّر ولن يتذكّر هؤلاء المسؤولون أيضا أنّ نسبة كبيرة من العائلات كثيرة العدد معيلهم الوحيد هذه المرأة الريفية إما بمعاش رمزي أو منحة جزافية خاصة بكبار السن لا تتعدى ثلاثة آلاف دينار شهريا، تستقبلها بقناعة وتواصل حياتها بحيوية وشموخ، أملها الوحيد هو تربية أبنائها وإسعادهم وتوفير حاجياتهم اليومية وتحصينهم من كل أشكال الآفات والانحرافات، وكل مشكّك في هذا الدور الكبير عليه بمجالسة أهل الاختصاص من الباحثين الاجتماعيين، الذين أدركوا في النهاية أن هذه المرأة كان لها شأنا عظيما في بناء المجتمع والحفاظ على تماسك الأسرة الجزائرية، خاصة خلال الحقبة الاستعمارية، وبالتالي إلى تلك البطلة نرفع القبّعة بمناسبة الثامن مارس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024