لا تنمية بدون استقرار

جمال أوكيلي
16 أفريل 2018

لا تقاس عهدات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في في إدارة شؤون البلد بالسنوات بقدر ما تقاس بالإنجازات التّاريخية في شتى القطاعات الحيوية، التي تشهد الجزائر اليوم على معالهما البارزة في كل الولايات منذ أن وضع فيه الشّعب الثّقة الكاملة في تسيير دواليب السّلطة، بكفاءة عالية ونظرة استشرافية ثاقبة.
اليوم علينا أن نقدّر الرجال حقّ قدرهم، الذين سهروا على رؤية الجزائر في المقام الذي يأملونه دائما، داخليا وخارجيا، سبّاقة في صناعة التّنمية الوطنية الشّاملة، وتوّاقة إلى إحلال السّلام في بقاع هذه المعمورة، والأمثلة هنا لا تعد ولا تحصى.
وثبت من كل هذا أنّه لا يمكن مباشرة أي عمل على مستوى الجبهتين المذكورتين دون أن نكون ننعم بالاستقرار، أي لا تنمية بدون أمن.
وعمل رئيس الجمهورية جاهدا قلبا وقالبا على تحقيق هذه المعادلة عندما حمل لواء المصالحة الوطنية إلى كل الجزائريّين، داعيا إيّاهم للإنخراط في هذا المسعى الخير، ودعمه لأنّه لا يوجد خيار آخر يخرجنا من تلك المأساة، ما عادا التّسامح بين أبناء الشّعب الواحد، وهكذا كانت الإستجابة قياسية في التّفاعل القوي مع هذا المشروع الوطني، الحامل لقيم العيش معا بعيدا عن الضّغينة والأحقاد.
لتفتح صفحة جديدة في مسيرة الوطن والمواطن، بدأت بالتّشخيص الدقيق لحالة البلد لتنتقل فورا إلى الحلول المرجوّة التي لا تنتظر لأنّ مخلّفات الدّهر كانت صعبة جدا خاصة ما تعلّق بملف التنمية والاقتصاد، وبالتوازي مع ذلك كان هناك حرص على إيلاء الأولوية لقضايا العدالة والتّربية.
الخط المتبع في هذا الشّأن كان وطنيا، أي الذهاب إلى أقصى نقطة في الجزائر العميقة للاطّلاع على أوضاعها، وإعادة إنعاش مشاريعها، ففي فترة وجيزة تحوّلت الولايات إلى ورشات مفتوحة في كافة الميادين تابع الرئيس شخصيا آجال إنجاز مشاريعها من خلال دعوته في كل مرة إلى الاعتماد على الجودة والنوعية في العمل، احترام مدة الاستلام، تفادي إعادة تقييم أي مشروع، العمل بقاعدة الفرق للإسراع في استكمال البناءات.
ولم تتوقّف أبدا هذه الخرجات الميدانية للاطّلاع على ما تحقّق من تنمية محلية في وقت قياسي، عوّضت كل ما خرّبته الأيادي خلال التّسعينات، والأرقام اليوم شاهدة عمّا نقول تتكلّم وحدها كيف كنّا في تلك الفترة وما نحن عليه شتّان بين البارحة واليوم.
والعهدات لا تقاس بالسنوات، وإنما بالإنجازات وكل فترة كانت تكمل الأخرى فيما يتعلّق بالبرامج حتى لا تحدث القطيعة في المسارين التنموي والاقتصادي، وهذه المعركة تمّ كسبها إذا ما تمّ الوقوف على عدد المشاريع المنجزة، ما كان متوقّفا تم استئناف العمل فيها وبعثها من جديد لصالح سكان المنطقة.
وهكذا دخل الميترو، التراموي، مطار الجزائر الدولي، الطّريق السّريع شرق - غرب، نقل المياه من عين صالح إلى تمنراست، سد بني هارون، المطارات، الجامعات والسكنات حيّز التشغيل والاستفادة في فترة قصيرة جدا، ناهيك عن إنجازات أخرى ستكون محلّ إشارة من قبل الملف الذي أمامنا من خلال العيّنات الحيّة التي نقلها لنا مراسلونا من عين المكان إحياءً لهذه الذّكرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024