أين يقضي الشباب أوقاته في الجنوب؟ سؤال نحاول الإجابة عليه، من خلال الملف الذي أمامنا على ضوء ما وفانا به مراسلونا من عين المكان لمعرفة واقع هذه الفئة في ولاياتها.
ونقصد من كل هذا، هل هناك فضاءات تستقبل هؤلاء كدور الثقافة، مراكز الترفيه والتسلية، النوادي سواء الرياضية أو الأنترنت، المكتبات، الملاعب والقاعات، مقرات الجمعيات، ومحلات ذات النشاطات المتعدّدة.
تندرج في إطار السعي لتأطير كل الأعمار ضمن منظومة ذات الطابع التربوي، خاصة واكتشاف المهارات في شتى القطاعات، إن تردّدت على هذه الجهات.
وللأسف الصورة المخالفة لما أوردناه سالفا، هو أننا نسجل بمرارة، أن الأغلبية الساحقة من شبابنا تجده في المقاهي أو في أماكن لا يستفيد منها أي شيء شغله الشاغل اللعبة المجنونة كرة القدم.. أو مسائل أخرى لا فائدة، من ورائها، من ناحية تكوين شخصية الغد الرجل المسلح بكل القيم التي تسمح له بمواجهة هذا العالم ومحاورة الآخر بكل جدارة واستحقاق، ولا يتأتى هذا إلا في حالة واحدة، ألا وهي التحلي بقدر كاف من الإرادة، في مرافقة كل المستجدات المتعلقة باستغلال ما هو متاح من ثقافة عامة وما تبعها من إفرازات ذات الأبعاد العلمية.
نحن هنا لا نتحدث على النخبة أو من له مستويات عليا، وإنما عن تلك الطاقات الشبانية التي تنهض كل صباح ولا تجد إلى أين تتوجّه ما عدا المقهى المقابل لحيّها.. الدخول بالمجان لا حاجب ولا بطاقة في حين أن الهياكل الأخرى تضع شروطا لمطالعة كتاب أو تطلب أموالا للإبحار في الأنترنت، ناهيك عن المؤسسات الأخرى التي لا يتواصل أصحابها مع الشباب، نظرا لهيمنة الفكر الإداري وطغيان ذهنية كل شيء ممنوع.
إلى أين تذهب الباقية، المتبقية من الذين لا يحوزون على الإمكانيات أو أولئك الذي لا يستوفون شروط الإستفادة من الملحقات التي خصصتها السلطات العمومية إلى الشباب في المناطق الجنوبية؟.
لذلك، فإن المصالح الولائية عبر هذه الجهات مدعوة إلى مراجعة سياستها في هذا الشأن وهذا وفق نظرة مرنة ورؤية واقعية وخاصة المكلفة بشؤون الشباب الترفيه، الجمعيات، والثقافة القادرة على تقديم إضافة في هذا الإطار.. لأن هذه الفضاءات تستطيع أن تكون ذلك الإمتداد الطبيعي للأسرة من خلال مساعدتها على صقل المواهب التي قد نهملها بحكم عدم إيلاء لها العناية اللازمة والمطلوبة.
والإندماج في هذه المنظومة المتكاملة يقي الشباب من كل الآفات الإجتماعية المضرّة وتجنبه المخاطر المحدقة به من هنا وهناك وهو الهدف المراد منه في حالة ما استطعنا التكفل بهذا النسق العام.
