لا أمان دون «أمان»..

أمين بلعمري
29 ماي 2018

الكثير من الدراسات والبحوث تذهب إلى الجزم أن الحروب المستقبلية سيكون محورها الماء وليس البترول ولا الثروات الأخرى كما نشهده اليوم، وبوادر هذه المواجهات قد بدأت تظهر ولابأس أن نذكر ما يحصل بين دول منبع ومصب نهر النيل أو بين تركيا والعراق وبين الكيان الصهيوني والأردن...وغيرها من البؤر المتعلقة بديمومة تدفق الماء الذي بدونه تتوقف الحياة وتنهار حضارات تأسست على ضفاف الانهار ومنابع المياه،فحضارة سبأ في مدينة لسد مأرب ويقال ان مصر هبة النيل.
الماء هو الأمن بمفهومه الشامل الذي يتعدى بكثير الأطر العسكرية والأمنية، فلا أمن ولا استقرار إذا غاب الماء أو شحت مصادره، ولا يقتصر الأمر عليهما فقط ولكن التنمية كذلك إذ لا يمكن تصورها، الصناعة والزراعة لا تكون إلا بالماء ولا نهضة بدونه، ولا ننسى أن الماء كان وراء اندثار وطمس حضارات وأقوام بأكملها مرة بالجفاف ومرة أخرى بالفيضانات والطوفان. إنّها قوة الماء الهائلة التي لا يمكن ترويضها إلى بالتحكم في ناصية التكنولوجيا، وعدم الإسراف في استعماله فديننا الحنيف علّمنا أن الله جعل من الماء كل شيء حيا، وهذا يثبت أهمية هذه النعمة ولكن في الوقت نفسه رسم لنا نبينا عليه الصلاة والسلام خارطة طريق للحافظ على هذه الثروة الإستراتيجية عندما نهانا عن الإسراف ولو كنا على نهر جار عندما رأى أحدهم يسرف في استعمال الماء.
الجزائر لا تشكّل الاستثناء وهي كغيرها معنية بندرة وتناقص هذه المادة الحيوية التي لها دور كبير في أمن البلاد لأنها تساهم في استقرار المواطنين ومشروع على شاكلة تحويل الماء من عين صالح إلى تمنراست له أهمية كبرى في تأمين بلادنا ديمغرافيا، اجتماعيا، عسكريا واقتصاديا...وكلفته لا تساوي شيئا في سبيل بناء أمن وطني بمفهومه الشامل يكون محوره المواطن الجزائري في كل شبر من هذا الوطن، والتسمية الأمازيغية للماء «أمان» تعبّر عن ذلك جيّدا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024