سعيد بن عياد

10 جوان 2018

 

بعث مهن التصدير والمرافقة الإعلامية
يندرج التصدير في صلب التوّجهات الكبرى للنموذج الاقتصادي الجديد ولذلك يستوجب رفع تحدي انخراط كافة المتعاملين في ديناميكية هذا المسار الذي يتطلب مرافقة إعلامية دقيقة وهادفة للمبادرات التي ينجزها متعاملون وطنيون، في ظل منافسة شرسة على مستوى الأسواق الخارجية. وإذا كانت حقيقة التجربة في التصدير خارج المحروقات، وبالأخص في مجال المواد الفلاحية المختلفة حديثة العهد وتنجم عنها بعض النقائص أو الاختلالات، فإنه يمكن معالجتها في حينها إذا ما ساهم المحيط بكافة عناصره في إعطاء الدفع اللازم. ولا يمكن لبعض العمليات التصديرية التي لم تكتمل بسبب نقص في مجال التوضيب أو سوء قراءة للطلب في أسواق خارجية يتبع المستهلك فيها نمطا معينا، أن تدخل الريبة في هذا المسعى، خاصة وان بعض وسائل الإعلام تستثمر في جانب الإثارة في معالجة هذا المجال بكل ما يترتب عن ذلك من انعكاسات سلبية تلحق ضررا بالاقتصاد الوطني وتخدم أطرافا ترى في المؤسسة الجزائرية منافسا جديا في المديين المتوسط والطويل. إن التصدير خاصة بالنسبة للمنتجات الزراعية من خضر وفواكه ليس عملية ارتجالية بسيطة وإنما تحكمها شروط صارمة يجب أن يلتزم بها المتعامل على كافة حلقات السلسلة أي من المنتج إلى المصدّر مرورا بمواقع التخزين وتجهيز السلع التي تشحن جوا أو بحرا نحو أسواق تتميز بصرامة الحرص على المعايير، مما يجعل المنافسة قوية ولا تعطي مجالا لمن يتأخر في مواكبة المتطلبات، مثل التسويق والوفرة والتحكم في الكلفة والإصغاء للزبون عن طريق رصد الأذواق ومتابعة المؤشرات الاستهلاكية. ويوجد حاليا ضعف في بناء الدعائم التي يرتكز عليها مسار التصدير خارج المحروقات، إذ غالبا ما يصطدم المنتج خاصة في الفلاحة بكل أنواعها بصعوبات تعيق طموحاته في وضع سلعه في أسواق خارجية حتى ولو كانت الجودة مؤكدة، الأمر الذي يمكن معالجته من خلال بعث المهن ذات الصلة مثل الترويج خاصة من خلال التكنولوجيات الجديدة للاتصال وتجهيز السلع وفقا لخصوصية السوق التي توجه إليها ويتطلب هذا اطلاع واسع على نمط الاستهلاك ومتطلبات الزبائن فيها، ذلك أن كافة الجوانب المحيطة بالتصدير تحتاج لاحترافيين حقيقيين يمكنهم البروز في المشهد الاقتصادي لتكتمل جميع حلقات السلسلة. لكن إذا كان هناك عائق يعطل المسار أو يكبح طموحات المتعاملين، فإن الحل يكمن في المنبع، أي على مستوى مواقع الإنتاج المتمثلة في المستثمرات والمحيطات والمزارع حيث من المفيد أن ينفتح المنتج على المحيط بإدماج الموارد البشرية ذات الكفاءة والاختصاص وتوظيفها في مرافقة وتوجيه المشاريع الإنتاجية لتقدم الإضافة العلمية والتقنية خاصة فيما يتعلق باقتصاد المياه، استعمال المبيدات والأسمدة، تقنية البيوت البلاستيكية، وإدخال أدوات التكنولوجيا في الدورة الإنتاجية من أول الاستثمار إلى آخر قطف الثمار. ومن شأن الارتكاز على التوجيه الفلاحي بإطلاق جسور تعامل بين الشركاء أن يساهم في الرفع من كثافة الإنتاج وتحسين الجودة وابتكار أصناف جديدة من اجل الديمومة في الأسواق، وهو ما يقع تجسيده على عاتق وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والغرف المهنية للقطاع، على اعتبار أن التحدي اليوم يتجاوز السوق المحلية بما تشترطه المنافسة الخارجية من حضور نوعي لاستباق كل ما يصنف في خانة المنافسة غير النزيهة التي تستعمل وسائل إعلام مختلفة لترويج كل ما يدخل في استراتيجية استهداف المنافس الحقيقي وإلحاق الضرر بصورته التجارية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024