يوسف قاسمي، مقرر اللجنة السياسية لتكتل «المسار الجديد»:

نسعى لـ «الرّباعية» لمواجهة مخلفات الممارسات السابقة

حوار: هيام لعيون

يتحدث يوسف قاسمي، رئيس منتدى النخبة والكفاءات المهنية وأحد الأعضاء المؤسسين لتكتل «المسار الجديد»، الذي يضم أكثر من 70 جمعية وطنية وفاعلين من المجتمع المدني يمثلون مختلف أطياف المجتمع، عن حيثيات ميلاد هذا المسار.
وأكد لـ «الشعب ويكاند» أن لقاء النخب والمجتمع المدني جاء لتفعيل الحركية داخل المشهد السياسي وربط الصلة بين رباعية «الشباب، النخبة، المجتمع المدني والسلطة» في إطار المشاركة في إعادة «رسكلة» الحياة السياسية من جديد على جميع الأصعدة، بعد «الدمار» الذي خلّفته ممارسات سابقة.

- ممكن التعريف بمنتدى النخبة الذي ترأسه؟
 بدأ كمبادرة سياسية وطنية لحل الأزمة، طرحت رسميا في الإعلام وقدمت للجهات المختصة ماي 2020، وتواصلنا مع كل الفاعلين، وكانت لنا عدة مساهمات سياسية على الساحة، حيث شاركنا في ندوة المنتدى الوطني للحوار الذي انعقد بمدرسة الفندقة بعين البنيان بالعاصمة، كما شاركنا في لجنة الحوار لكريم يونس يوم 22 أوت 2019، وقدّمنا قائمة مقترحات للسلطات المعنية في ذلك الوقت، حيث أيّدنا المسار الدستوري والانتخابي وشاركنا في الانتخابات ودعونا للمشاركة بقوة من منظور حل مشاكل البلاد بأقل الموجود وفي ظل عيوب الدستور أفضل من القفز نحوالمجهول.
وبعد الرئاسيات عقدنا جمعيتنا التأسيسية في 17 جانفي 2020 وحولنا المنتدى إلى جمعية وطنية عليمة ثقافية مجتمعية تشتغل على قضايا المجتمع بشكل عام كقوة اقتراح وخبرة تقدم للمجتمع، وكتأطير وتفاعل وتسند الدولة ومؤسساتها لضمان استقرارها وتطورها وحداثتها.
الشعب: ميلاد تكتل «المسار الجديد» بشكل فاجأ المتابعين. بصفتكم أحد الأعضاء الفاعلين فيه، هل يمكن أن تكشف خلفيات أول لقاء جمع النخب والمجتمع المدني؟
يوسف قاسمي: جاء هذا اللّقاء المنظم يومي 18 و19 سبتمبر الجاري، بعد اتّصالات أجريت مع بعض الأصدقاء والنشطاء والفاعلين في المجتمع المدني، حيث عُرض علينا المشاركة سواء بصفة شخصية كعميد لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بقالمة أو كرئيس لمنتدى النخبة والكفاءات المهنية، وفعلا لبّينا هذا النداء وبكل حرية، ولا أخفي عليكم أنني في البداية تساءلت حول من يقف وراء تنظيم هذا اللقاء، وما هي أهدافه وتأكدنا أنها مبادرة صادرة من قبل شخصيات ونشطاء ومن بعض التنظيمات الجمعوية، ونحن كصيرورة ضمن المجتمع المدني والنخب، وكذلك ضمن هذا الإطار، ومنه شاركنا في ميلاد التكتل الجديد خدمة للجزائر.
*ما الذي اقترحتموه في هذا اللقاء؟
*** بصفتي مقرّر اللجنة السياسية، قدمت التقرير السياسي خلال لقاء «فندق الجزائر»، ومن بين أهم النقاط التي عُرضت هي إشكالية الاستقالة العامة للمواطنين من الممارسة السياسية، وفقدان الثقة مع السلطة خصوصا من طرف الشباب، وما تعلق بواقع التهميش الذي تعيشه الفئة العريضة من المجتمع التي تشكل 75 بالمائة، ولذلك فان معالجة إشكالية عزوف الشباب عندنا تعتبر من بين أولى أولوياتنا في المرحلة الراهنة، كما اقترحنا «ميكانيزمات» تخصّ أولا، رفع القيود العامة في إنشاء الجمعيات وفي القوانين المستقبلية وفي التعيينات وفي كل الجوانب المتعلقة بالحياة السياسية، لأن الشباب يملك كفاءات وقدرات ويملك طاقة، تسمح له بالمساهمة في إحياء وتجديد واقع الممارسات السياسية البائدة.
الأمر الثاني، اقترحنا فكرة التنصيص القانوني على نسبة ضمن القانون العضوي للانتخابات وإجبار الأحزاب السياسية ضمن نفس القانون بتخصيص نسبة للشباب، كما خصّصت «كوطة» بنسبة 30 بالمائة للمرأة، حيث يجب أن تخصص «حصة» للشباب بين 25 إلى 50 بالمائة بالنسبة للشباب في كل العمليات الانتخابية والسياسية وفي تولّي المناصب والمجالس المنتخبة.
أما المسألة الثالثة التي اقترحناها وهي مهمة للغاية في نظرنا، هي إنشاء مدوّنة للتكوين السياسي والبيداغوجي تفرض على الأحزاب والنشطاء وكل من يقتحم الساحة السياسية بصفة رسمية ونظامية لإنشاء قواعد للتكوين من أجل تكوين إطارات، إذ لا يجب أن ينحصر وجودها في المواعيد الانتخابية فقط، حيث كانت تنتشر مظاهر أفسدت العملية السياسية مثل «الشكارة» وغيرها من الأمور. وهذا لإعادة قيمة النضال السياسي والالتزام الأخلاقي الذي فقد خلال السنوات الأخيرة.
طرحنا مدونة أخلاقية تتضمن مبادئ كلية تقوم على فكرة المواطنة، والرغبة في النشاط السياسي، إلى جانب النزاهة والكفاءة والجدارة كمعايير للتقديم والتأخير، وتقوم في النهاية على إبعاد الوسائل الأخرى السابقة مثل الزبونية، الجهويات والأصولية، لأنه في مرحلة ما كانت الأحزاب السياسية عبارة عن هيئات معظمها مقاولاتية وسجلات تجارية ضمن المقاولة المالية والسياسية، وكذلك فان معظم الجمعيات كانت تقوم باختصاص التزكية ورفع اليد، وغيرها من السلوكات التي شوّهت العملية السياسية في الجزائر.
لذلك اليوم وجب أن نكرس مدونة أخلاقية تفرض على الفاعلين في المجال من خلال صيرورة التكوين ومن خلال مدى تمثيل متوازن في المجتمع بين الشباب والمرأة والكفاءات والنخب والأحزاب السياسية التي تشتغل على ترجمة هذه الأمور بهذه الطريقة، وهذا للوصول إلى ترميم الثقة من جديد ويمكن أن نعطي جرعة جديدة للنشاط السياسي.
ألا ترى أن ميلاد «التكتل الجديد» جاء متأخرا مقارنة بمضي «الجزائر الجديدة» نحو الخروج بدستور جديد سيستفتى الشعب فيه؟
  تقول القاعدة إن «ما لا يدرك كله لا يترك جلّه»، فنحن كمنتدى النخبة والكفاءات قدمنا اقتراحات لرئاسة الجمهورية بعد تنظيم ورشة خاصة بالأمر في 13 ماي الماضي.
هل لنا أن نعرف فحوى هذه الاقتراحات؟
 هناك أكثر من 5000 مقترح، وهناك بعض المسائل أستطيع أن أقول أنها تتوافق مع اقتراحاتنا، وفي النهاية قمنا بجهد شخصي فقط، أما الأصل فكنا متواجدين كمبادرة في فترة الأزمة، ما قبل رئاسيات ديسمبر 2019، حيث كنا ننشط منذ أكثر من سنة ونصف على الساحة، ولذلك كان حضورنا فاعلا سواء سياسيا أو إعلاميا أو مدنيا حتى في «أزمة «كوفيد»، عناصرنا انتشرت في المجتمع وأدت دورها، وحتى أننا ساهمنا ماليا في فترة الأزمة الصحية التي ضربت البلاد، حيث فرضنا على قياداتنا التبرع بـ 25 بالمائة من الراتب الشهري تقدم كتبرعات للمحتاجين، حيث تركنا الحرية في كيفية التبرع سواء بالتعامل مع الجمعيات أودعم صندوق التبرعات أوبشكل فردي مباشرة.
الآن فإن أهم شيء بالنسبة لنا هو الـتأسيس الجماعي لأن العمل الفردي لا يكفي، لذلك لابد من لقاء الشباب والنخب الجامعية، لقاء النخب وشباب المجتمع المدني والسلطة، وما لقاء اليوم الا فرصة للتلاقي ولتبادل الأفكار وفرصة لتأسيس عمل مشترك مستقبلا إن شاء الله.
ماذا تنتظرون من لقاء النخب والمجتمع المدني؟
 حسب ما وصلني هناك أكثر من 70 جمعية وطنية وفاعلين من المجتمع المدني وغيرهم من نخب المجتمع، لكن، بالنسبة إلينا، فان ألأهم قد تحقق لمّا تشكلت لجان وورشات اشتغلت الجمعة الماضية حتى وقت متأخر، وخرجنا بمقررات لتصاغ وتحول للجهة الرسمية وتقدم للأعلام والرأي العام للاطلاع عليها، وهذا في حدّ ذاته أمر ايجابي. وكتكتل جديد هناك أكيد عيوب ونقائص تشوب هذا المولود السياسي، لذلك دعونا إلى ضرورة عقد لقاءات أخرى لتتعمق الفكرة أكثر وليستمر هذا الجهد.
* حول تعديل الدستور مادوركم كفاعلين؟
 بشكل إجمالي، نحن مع فكرة المشاركة، والدعوة بقوة للمشاركة في الاستفتاء، لأن العزوف سيفتح أبوابا لعودة ممارسات سابقة أوشبيهة.
 كيف تنخرطون في هذا المسعى؟
 يكون من خلال تجنيد كل عناصرنا، من خلال تدخلات إعلامية، ونشر بيانات خاصة بالمنتدى، كذلك التفاعل الافتراضي، حيث سيكون حضورنا ايجابيا مع النخب والمجتمع المدني ومنفتحين للمشاركة مع كل الفاعلين وكل المخلصين الأوفياء للصالح العام .
شاركتم في لقاء عين بنيان في جويلية 2019 للمعارضة، الذي جمع، أكثر من 60 حزبا سياسيا ومن جمعيات المجتمع المدني، الا تعتقد أنكم «تمسكون العصا من الوسط «؟
 بشكل عام نحن تكنوقراط وخبراء، والمنتدى مفتوح لكل الكفاءات ولكل الإطارات، ولنا تمثيل في 24 ولاية في المرحلة التأسيسية، ولنا مؤسساتنا الوطنية وننتظر في المرحلة المقبلة ــ بعد الكوفيد ــ النزول للولايات للتـأطير مكتبنا الوطني متكون من 16 عضو، ولنا 4 نواب رئيس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024