الكل يجب أن يشارك في بناء الجزائر الجديدة

 النقابة ينتظرها عمل كبير لتحقيق المطالب

 ساهمنا في تأطير الحراك وتجنيب الجامعة الجزائرية الإنزلاق

أكد نائب المنسق الوطني والناطق الرسمي للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي «كناس»، سعدودي الشاذلي، أن هذا الأخير كان له حضور قوي أيام الحراك وساهم في المحافظة على الجامعة الجزائرية، لمن أرادوا الذهاب بها إلى سنة بيضاء، وسعى أن لا يضيع الموسم الجامعي، مضيفا في حوار لـ»الشعب» أن هناك فرصة للنقابات لاقتراح حلول تساهم في بناء الجزائر الجديدة، أملا في أن تكون حرية وممارسة نقابية فعالة، لا تقتصر على المطالبة بالحاجيات الاجتماعية.

- الشعب: على ضوء الجزائر الجديدة وبعد الحراك الشعبي، ما هي أفاق العمل النقابي؟
 سعدودي الشاذلي: بالنسبة للعمل النقابي في ظل الظروف الجديدة وبعد الحراك الشعبي، نأمل أن تكون هناك حريات نقابية أكثر مما كانت عليه من قبل.
الجزائر شهدت انفتاحا وتعددية بعد أحداث أكتوبر 1988، تلاها فيما بعد انفتاح سياسي ونقابي. للعلم نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي «كناس»، هي أول نقابة مستقلة على المستوى الوطني وفي جميع المجالات التي أخذت اعتمادها سنة 1992.
وأصبح فيه تعددية نقابية بعدما كانت نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وبعدها توالت النقابات الأخرى في قطاعات مختلفة، وقبل الحراك، أي خلال 20 سنة الأخيرة حصل هناك تضييق وأزمة مرت بها جميع التشكيلات السياسية والنقابية وجميع التنظيمات.
الكل يعلم أن في كل تنظيمات حدثت فيها انشقاقات وتصدعات، الآن مع هذه التغيرات الجديدة نأمل أن تكون حرية وممارسة نقابية فعالة، لا تقتصر على المطالبة بالحاجيات الاجتماعية فقط، بل أن تكون شريكا حقيقيا للوصاية في أي مجال. بالنسبة إلينا الوزارة انفتحت مؤخرا على الشركاء الاجتماعيين و»كناس» منهم وشاركنا في لقاءات مع الوزارة.
في هذا الشأن، نثمن هذا الانفتاح وهذا العمل التشاركي، حتى تكون هناك فرصة للنقابات لاقتراح حلول بناء الجزائر الجديدة فعلا، لأنه لما نتحدث عن هذه الأخيرة نحن من يبنيها وليس الرئيس وحده، فالكل يشارك في بناء هذه الجزائر الجديدة.

- في هذا الإطار، ماذا عن التعددية النقابية في الجامعة وظروف الممارسة؟
 هناك تعدد نقابي في الجامعة، سواء النقابات الخاصة بالأساتذة أو النقابات الخاصة بالعمال، لكن لحد الآن النقابة الأعرق بالنسبة للأساتذة هي المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، التعدد النقابي لا يضر بل يزيد الساحة إثراء لتكون هناك وجهات نظر واقتراحات أكثر، مثلا في الجائحة لم نجد نقابة أو أي تنظيم قدم مقترحات للوزارة حول كيفية إنهاء الموسم الجامعي، ماعدا نقابة «كناس»، فربما لو كانت هناك نقابات فعالة لكانت هناك مقترحات.
وأشير أنه في زمن وزير سابق لم تكن الوزارة تصغي، ومع الوزير الجديد أصغت الوزارة وعملت بمقترحات «كناس» وهذا شيء جميل، حيث أضافت أشياء وتخلت عن أخرى. المهم أن الشريك الاجتماعي يكون له حضور بالإقتراح وبالمبادرة مع المحافظة على المطالب الاجتماعية والمطالب الخاصة بظروف العمل وغير ذلك، فالنقابة هي مطلبية ولكن لما نصبو إلى بناء دولة جديدة رائدة ومتطورة، لابد أن تشارك النقابات والشركاء الاجتماعيين في هذا البناء بالاقتراحات والمبادرات والمطالبة أيضا.

- بحكم تجربتكم في التمثيل النقابي، ما هي أهم المكتسبات التي حققتها النخبة في الجامعة؟
 بالنسبة لحقوق الأساتذة مازالت تراوح مكانها للظروف التي تمر بها البلاد وهي ليست خاصة بالجزائر بل العالم كله في ظل هذه الجائحة، لكن الأساتذة في الجزائر مازالوا يعانون والنقابة مازال ينتظرها عمل كبير جدا لتحقيق المطالب، سواء كانت اجتماعية تتعلق بالأجور والسكن، أو مطالب علمية وبيداغوجية تتعلق بكيفية تطوير الجامعة الجزائرية، لتعود هذه الأخيرة إلى مصاف الجامعات المتطورة المنتجة للعلم والمعرفة وليس مجرد تدريس وتخريج طلبة بطالين، كما يقال الآن.

- ما هي إسهاماتكم في مجهودات الدولة والحراك الشعبي؟
 نقابة «كناس» كان لها حضور قوي جدا منذ أيام الحراك، ساهمت في تأطير الحراك والمحافظة على الجامعة الجزائرية، لمن أرادوا الزج بها والذهاب بها إلى سنة بيضاء. «كناس» حافظ على الجامعة وسعى إلى أن تشارك في الحراك الوطني، وأن لا يضيع الموسم الجامعي ونجحنا في ذلك.
علاوة على ذلك، شاركت الجامعة في الأحداث الوطنية بأن قدمت مقترحات وخارطة طريق للخروج من الأزمة، وقد اعتمد شيء كثير منها. و»كناس» الآن تدفع بالأساتذة للمشاركة في العمل السياسي المنظم، طبعا ليس مثل النقابة، لكن تتفاعل مع الأحداث، خاصة الوطنية ومشاركة الأساتذة في تأطير الإنتخابات ضمن السلطة الوطنية للانتخابات، كما يسعى المجلس إلى تحسيس الأساتذة ودفعهم للقيام بدورهم في البناء والتنمية.