البروفيسـور عدالة عجـال لــ»الشعب»:

جائحــة كورونــا أدمجـت الباحـــث في المحيـط الرقمــي

حوار: حمزة لموشي

يؤكد البروفيسور عدالة عجال، من جامعة مستغانم، أن التعليم العالي، أحد أهم محركات التنمية للمجتمعات، كونه مجالا حيويا وخصبا لنقل مختلف الخبرات المعرفية والعلمية، كون الجامعة تشكل قمة النظام التعليمي وتعمل على تطوير اتجاهاته المستقبلية لتحقيق التنمية، لا سيما مع الجهود الساعية لتوظيف وسائل التكنولوجيا الحديثة في القطاع وتشجيع الاستثمار فيه من خلال تحقيق الانفتاح على البيئة الرقمية الجديدة ومواكبة مصاف الجامعات العالمية. ويرى عجال في هذا الحوار الذي خص به «الشعب»، أنه يجب أن تستفيد الجامعة الجزائرية من الوسائط التكنولوجية المختلفة، تحقيقا للتنمية العلمية والمعرفية، واستغلال الآليات التكنولوجية في التكوين للجامعة الجزائرية الحديثة.
- الشعب: كيف تقيم واقع التعليم العالي والبحث العلمي حاليا؟
 د/ عجال: عرف قطاع التعليم العالي تحسنا ملحوظا، لكن ننتظر الأفضل خاصة في مجال الرقمنة، ووضع الآليات المناسبة للنهوض بالجامعة الجزائرية وتحسين ترتيبها عالميا.
غير أن الظرف الصحي الحالي كان له دور كبير في هذا المجال، وقد عرف القطاع استحداث منصات رقمية مهمة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وآخرها منصة الأستاذية، لكن يبقى الإشكال بخصوص معالجة قضية التعليم عن بعد.
-  ماذا يعترض هذا المسار من مشاكل وكيف يمكن حلها؟
 الرقمنة تتطلب تشخيص المشكلة من طرف كفاءات جزائرية لها الخبرة العلمية والإدارية لكونها تعايش الواقع. وبناء عليه فهي قادرة على الإبداع في طرح الأفكار المناسبة، لأن الفترة الماضية أثبتت فشل البرامج الرقمية المستوردة خاصة الفرنسية منها.
رأيي أننا لم نستغل الفترة (مارس 2020- نوفمبر 2020) لاستحداث منصة رقمية للتعليم عن بعد مع ضرورة توفير ميزانية خاصة بتوفير حاسوب لكل طالب، والأمر ليس بالصعب لكون مصاريف النقل الجامعي لوحدها كافية لتغطية ذلك.
وعرفت هذه الفترة كثافة في برمجة المؤتمرات العلمية والندوات العلمية والدورات التكوينية على مستوى العالم وكان أغلبها مجاني، وهذا ما سمح للباحث الجزائري بالاندماج في هذا المحيط الرقمي. وبهذه المناسبة نرجو تيسير برمجة المؤتمرات والندوات الافتراضية محليا وتشجيعها.
- كيف يمكن ربط الجامعة بمحيطها الخارجي؟
 مقارنة بالدول الأخرى فيه قيود تعيق التعاون العلمي مع المحيط الخارجي، خاصة بعد إصدار التعليمة الأخيرة التي تمنع الباحث الجزائري من القيام بأي نشاط علمي مع الأجانب إلا بموافقة رسمية من الوزارة الوصية، بدلا من الاكتفاء بموافقة مؤسسة جامعة الانتماء.
- تمنح سنويا العديد من الاعتمادات لإنشاء مخابر بحث، هل تقدم هذه المخابر إضافة وفائدة للوطن علمية اقتصادية استثمارية؟
 مخابر البحث لها أهمية كبيرة في أي بلد كان لأنها المحرك للتنمية، لكن تحتاج مرافقة، وتيسير فتح المجال لعقد الشراكات مع المؤسسات الأجنبية لاكتساب المعارف والخبرات اللازمة، بالإضافة لضرورة توفير الإمكانيات اللازمة.
فعلا أمر جد إيجابي، فمعامل ارسيف هو معامل أطلقته قاعدة بيانات «معرفة» للمجلات الأكاديمية والبحثية العربية، وهو المقياس الأول من نوعه من حيث معاييره الدولية وحجمه ودقته على المستوى العربي.
وقد احتلت جامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم المرتبة الأولى وطنيا مناصفة مع ثلاث (3) جامعات أخرى (جامعة البليدة2، جامعة الوادي، جامعة الجلفة) من حيث عدد المجلات العلمية التي حصلت على معايير اعتماد معامل ARCIF المتوافقة مع المعايير العالمية (31 معيار).
كما كان لاستحداث البوابة الوطنية للمجلات الجزائرية ASJP من طرف الوزارة الوصية دور مهم في هذا الحدث، لأنها ساهمت بشكل واضح في تنظيم عمل المجلات العلمية الجزائرية وتسوية ملفاتها حسب المعايير الدولية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024