البروفيسور جمال الدين نيبوش:

إجبارية التلقيح وتعميمه يؤخر الموجة الرابعة

حوار: خالدة بن تركي

 الأطفال والأسلاك الطبية ضمن سلسلة العدوى في موجة» دلتا «

يرى رئيس مصلحة طب الأمراض القلبية بالمركز الاستشفائي بحسين داي البروفيسور جمال الدين نيبوش، أن الوضع الوبائي في الجزائر مستقر في الوقت الحالي، إلا أنه يقتضي الذهاب نحو إجبارية التلقيح لجميع الفئات العمرية حتى الأطفال وتعميمه لتأخير ظهور الموجة الرابعة لأكثر من 4 أشهر.


- الشعب: كثر عشية الدخول الاجتماعي، الحديث عن تلقيح الأطفال، هل تعتقدون أنه يجب تطعيم هذه الفئة تفاديا لموجة رابعة؟
 البروفيسور نيبوش:  إستراتيجية التلقيح في الجزائر تغيرت حسب تغير الوضع الوبائي، والجزائر تعيش موجة متحورات تستدعي إخضاع الجميع للتطعيم حتى الأطفال ما فوق 12إلى 18سنة يجب إخضاعهم للعملية باعتبارهم من نقلوا الفيروس في هذه الموجة.
 
- تقصدون أنّ الأطفال كانوا سببا في تفشي العدوى الأزمة؟
 طبعا، فالواقع الميداني أثبت، أنّ الأطفال كانوا سببا في نقل الفيروس إلى الأشخاص الكبار بنسبة كبيرة والدليل إصابتهم بالوباء، في حين سجلت حالات خطيرة استدعت العلاج الاستشفائي عكس بداية الوباء لم يكن الأطفال في دائرة الخطر من ناحية الإصابة بالفيروس مثل البالغين أو كبار السن، ولكن مع ظهور المتحورات من فيروس كورونا خاصة «دلتا» تغير الاعتقاد وأصبحت أعداد الإصابات كبيرة جدا.

- لذلك هل كان يجب التعجيل بتلقيح الأطفال قبل الدخول المدرسي ؟
 في الشهر الماضي، أصيب مئات الأطفال في الدول الأوروبية والآسيوية بالمتحورات، والكثير منهم دون سن 12، بالإضافة إلى بلادنا التي سجلت إصابات لدى الأطفال والرضع، ما يؤكد أنهم يواجهون مخاطر كورونا شأنهم شأن الكبار، وأحيانا يكونون السبب في نشر سلسلة العدوى.

-  تعتقدون، إذن، أنّ خطورة المتحور تقتضي إجبارية التلقيح ؟
 قابلية انتقال العدوى متزايدة في متحور «دلتا»، ويمكن أن تنتقل بين الأطفال في المدارس، الحلّ الوحيد هو التلقيح، خاصة وأنّ احتمال الموجة الرابعة وارد جدا، إلاّ أنّ تعميم العملية وإعطائها الطابع الإجباري يؤخر ظهورها لأشهر، وأؤكد القول، أنّ السبب في إصابة الأطفال بالوباء هي كثافة فيروس متحور» دلتا» المعروف بقدرة تكاثره في الجهاز التنفسي، ممّا يجعلهم أكثر قابلية للإصابة بالوباء.

-أنتم مع إجبارية التلقيح لجميع الفئات ؟
 طبعا إلى جانب الأطفال، لأنّ الموجة الثالثة أثبتت أنّ الأسلاك شبه الطبية كانت مصدر للعدوى، خاصة غير الملقحين الذين تعرضوا للوفاة، إلى جانب الحالات الخطيرة المتواجدة في الإنعاش التي تم التكفل بها، فيما لازلنا نسجل وفيات يوميا في أوساط الأطباء والشبه طبيين.

- تقصد أنّ هذه الفئة كانت عنصرا أساسيا في سلسلة العدوى؟
 نعم، الموجة الثالثة أكدت أنّ السلك الطبي وشبه الطبي غير الملقح شكل خطورة كبيرة، ما يستدعي تطعيم جميع عمال الصحة، خاصة وأن الدراسات الأخيرة أكدت، أنّ احتمال الإصابة بالعدوى بكوفيد 19 بين العاملين في مجال الصحة أعلى من باقي الأشخاص في المجتمع.

- هل الإجراءات الوقائية تكفي لدرء خطر موجة رابعة؟
 المشكل المطروح دائما عند استقرار الوضع الوبائي التراخي في احترام إجراءات الوقاية لدى كثير من الاشخاص، وأنا متخوّف في حال عدم التسريع في التلقيح وتعميمه، خاصة وأنّ الكثير من المواطنين يجهلون الخطر بسبب استقرار الوضعية الوبائية، لكنّ المستشفيات تسجل يوميا إصابات جديدة ووفيات تستدعي أن نكون حذرين دائما.

- وهل مازلنا بحاجة إلى الوعي ؟
 تخطينا مرحلة الوعي، يجب الذهاب إلى التطبيق الفعلي لإستراتجية التلقيح الجديدة من أجل حماية أنفسنا من الموجة الرابعة، التي يمكن أن تكون أكثر خطورة في حال حملت متحورات أخرى على غرار فيروس» مو» الذي يخضع للرقابة من طرف منظمة الصحة العالمية لأنه يحتوي طفرات قد لا تستجيب لها المناعة الطبيعية أو التطعيم، لكن بالوقاية والتلقيح يمكن تأخير ظهورها.
ما يجب أن نشير إليه، فعلا عدم الاستعداد لها كان سببا في ارتفاع ضحايا حصيلة الموجة الثالثة، الجميع فقد أحباب وأقارب، ولكن، اليوم، لابد من  توفير الوسائل والإمكانيات التي تضمن التكفل الجيد بجميع المرضى، بالإضافة إلى تقديم مقترحات للسلطات بخصوص إجبارية التلقيح تحضيرا للدخول المدرسي، الذي يفصلنا عنه أيام.

- ما هي رسالتكم للمواطنين من أجل تفادي ما هو أخطر؟
 الحيطة والحذر من خلال ارتداء القناع الواقي، التباعد والتطهير الجيد، مع ضرورة الاقتناع بأهمية التلقيح، لأن الخطر ما يزال قائما بالرغم من استقرار الوضع الوبائي نسبيا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024