نائب رئيس فدرالية مستغلي الفندقة جنوب، جمال نسيب:

النشــاط الفندقـي عامـل مؤثــر في السلسلــة السياحية

حوار : خالدة بن تركي

يرى نائب رئيس الفدرالية الوطنية لمستغلي الفندقة «جنوب» جمال نسيب، أنّ تنشيط السياحة الجزائرية ضروري خاصة بعد غلق الحدود مع تونس التي كانت تمثل الوجهة الأولى للجزائريين، وارتفاع أسعار الرحلات نحو أوروبا وتراجع القدرة الشرائية للمواطن، غير أنّه، في المقابل، يجب النظر ـ حسبه ـ في المشاكل والتحديات التي تواجه المتعاملين السياحيين، وكذا الوكالات السياحية التي تعوّل بعد أزمة كورونا على تغيير الوجهة نحو السياحة الداخلية كبديل للخارج وحتى منافس.
 
- الشعب : مع انطلاق موسم الاصطياف، هل الجزائر جاهزة من حيث الهياكل ؟
 جمال نسيب :إنّ قطاع السياحة يعاني نقصا فادحا في الإيواء، ويتجلى ذلك في الضغط الذي تعانيه المؤسسات الفندقية المتواجدة في المدن السياحية، الأمر الذي يؤدي بالمواطن إلى إيجار الشقق عند الخواص، وخير دليل على نقص الهياكل تصريح وزير السياحة والصناعة التقليدية حول ضرورة وضع الاقامات الجامعية تحت تصرف المواطنين لتعويض النقص في هذه الهياكل.
 - أتقصدون أنّ الحظيرة الفندقية بحاجة إلى دعم لإنعاش السياحية؟
إنّ النشاط الفندقي يعد إحدى حلقات السلسلة السياحية « المطاعم الفنادق، وكالات السياحة والأسفار»، ولكي تؤدي هذه السلسلة مهامها على أكمل وجه، يجب أن تحظى بالعناية والاهتمام والدعم من المصالح الوصية.
- برأيكم فيما يتمثل هذا الدعم؟
 تخصيص أوعية عقارية جاهزة لإنجاز مشاريع فندقية، مع ضرورة منح المؤسسات المالية والمصرفية قروض طويلة الأمد من 10 إلى 15سنة، مع ضرورة وضع إطار تشريعي وتنظيمي لممارسة النشاط الفندقي يتماشى مع ما هو معمول به دوليا، وكذا توفير العامل البشري لتقديم خدمات ذات نوعية.
- حسب تصريحات الأخيرة، فإنّ أسعار الفنادق ستكون في متناول الطبقة المتوسطة هذا الموسم، هل تجسد ذلك على أرض الواقع ؟
 في اقتصاد السوق، الأسعار يحدّدها العرض والطلب، في المجال الفندقي نلاحظ أنّ العرض أكثر من الطلب، الأمر الذي يؤدي إلى إحداث ضغط على الهياكل الفندقية خاصة خلال موسم الاصطياف أين يصعب التكفل بجميع الطلبات، ممّا يتسبب في ارتفاع الأسعار، خاصة وأنّ بعض الوجهات الأولية التي كانت تستقطب الجزائريين على غرار تونس حاليا مغلقة، غير أنّ الحلول موجودة من أجل السماح للطبقة المتوسطة قضاء عطلة صيفية ممتعة.
- كيف ذلك؟
 تخصيص فضاءات لإقامة «نشاط التخييم» بكل أنواعه أو بما يعرف «فندقة الهواء الطلق «مع منح المستغلين مدة لا تقل عن 5 أيام كحق للاستغلال قصد تهيئة وتجهيز هذه الفضاءات بصفة تليق بالخدمات السياحة الجزائرية من جهة و ترضي الزبون، من جهة أخرى.
- يعكف المتعاملون في المجال السياحي على تحقيق انتعاش آمن ومستدام لقطاع السياحة، خاصة بعد الأزمة الصحية التي عصفت بالقطاع وجعلته يتخبط في مشاكل عديدة، جعلتهم يعوّلون على السياحة الداخلية كبديل حقيقي ومنافس، في المقابل، طالبوا بتحسين الدعم من أجل أداء مهامهم على أحسن وجه ومن ثمّ تقديم خدمات سياحية وفندقية ذات جودة سواء للزبون الجزائري أو الأجنبي.
 كمتعاملين في الميدان أو تنظيم في مجال الفندقة لم نطلع عليه بعد، لكنّ الأكيد أنّه يخدم القطاع والزبون على حدّ سواء، ولكن بخصوص عملية تسقيف الأسعار فإنّها لا تحل إشكالية الأسعار بصفة نهائية، وإنّما الحلّ الوحيد تشجيع الاستثمار وتقديم تحفيزات أكثر لجعل العرض الفندقي يفوق الطلب، والتجربة التي تعيشها المؤسسات الفندقية مع بداية الصائفة، وبعد عامين من الجائحة تبرز الحاجة لمثل هذه المشاريع.
- في سياق الحديث عن الهياكل الفندقية، على كم يتوفر القطاع، وهل هي كافية ؟
 إنّ الحظيرة الفندقية الحالية تتوفر على 1530فندق بطاقة استيعاب تقدر بـ 135.000سرير، وهذا العدد يعد غير كافي، بالنظر إلى مساحة الجزائر والمقوّمات السياحية الهائلة التي تزخر بها بلادنا، خاصة إذا ما قورن الرقم بطاقة الإيواء الموجودة بدول الحوار، وعليه يجب أن يسلط الضوء أكثر على مجال الفندقة وهياكل الإيواء.
- الملاحظ في هذا المجال العزوف المسجل في السياحة الداخلية، إلى ما تعود الأسباب؟
 بحسب رأينا الأسباب التي تحول دون انتعاش السياحة الداخلية تتمثل في غلاء المنتوج السياحي، ضعف الترويج السياحي، انعدام التحفيزات الجبائية وشبه الجبائية، والإمكانيات المادية خاصة وسائل النقل «السيارات 4×4 والحافلات» لتشجيع المتعاملين في الوكالات السياحية والأسفار، التركيز على تنشيط السياحة الداخلية.
-هل للأسعار علاقة بالموضوع؟
 نسيب، طبعا كون الزبون عند اختياره لأيّ وجهة سياحية سواء داخليا أو خارج البلاد، يعتمد على جملة من المؤشرات لتحديد وجهته، ومن بين هذه المؤشرات السعر المعقول الذي يناسب الطبقة المتوسطة، الأمر الذي يستلزم حاليا مراجعة العديد من النقاط من أجل تمكين المواطن التوجه في رحلات سياحية تسمح له باكتشاف مناطق بلاده.
- وهل يمكن لآلية الدفع بالتقسيط أن تكون بديلا لدعم السياحة الداخلية ؟
 إنّ الدفع بالتقسيط المعتمد من طرف بعض الوكالات السياحية، جاء ليكون بديلا أو حلاّ لإنعاش السياحية الداخلية على مدار السنة، كما سيسمح للمواطنين ذوي الدخل المتوسط والضعيف من قضاء عطلتهم بشكل عادي، والتعرف على ما تزخر به بلادنا من مقوّمات سياحية كبيرة، من خلال دفع مبلغ الرحلة عبر أقساط تناسب إمكاناته المادية.
- رسالتكم الأخيرة
 إلى جانب الجهود التي تقوم بها الوزارة الوصية للرقيّ بهذا القطاع، عليها تسليط الضوء أيضا على بعض العراقيل التي تواجه المتعاملين في مجال السياحة، من أجل تطوير القطاع وتقديم خدمات تليق بالزبون الجزائري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024