الكاتب والرّوائي إسماعيل يبرير:

النّشر بمُقابل حقّق إفلاسا كتابيا حقيقيّا

جابالله أمينة

الكتابة عبء وليست متعة

 «وصية المعتوه، كتاب الموتى ضدّ الأحياء»، «ملائكة لافران» و»باردة كأنثى»، هي ثمرات إبداعية للمتألق الكاتب والروائي اسماعيل يبرير، التي نالت شهرة واسعة سواء على المستوى المحلي أو العربي، وذلك على غرار عمله الإبداعي الأدبي الأخير المتمثل في رواية «العاشقان الخجولان»، التي كانت من بين النصوص الأدبية المرشّحة للظفر بجائزة آسيا جبار في طبعتها السادسة، لاسيما أعماله الشعرية والنصوص المسرحية التي حظيت أغلبها بتنويه النقاد والدارسين، والتي حصد من خلالها على العديد من الجوائز في الجزائر وفي العالم العربي.

-  الشعب ويكاند: بداية، حدّثنا عن رواية «العاشقان الخجولان..متاهة الإنسان الحجري المعاصر»، المختارة من بين الأعمال المرشحة لنيل جائزة آسيا جبار في طبعتها السادسة؟
 الكاتب والرّوائي إسماعيل يبرير: رواية تسعى لمواجهة راهن الإنسان المعاصر، أو هكذا قرأها لحد الآن من تناولها، أعتقد أنّ موضوع الإنسان كان دائما هو الموضوع الأهم في الرواية، لكن مقاربته والأسئلة التي تطرح حوله والممكنات التي يوضع فيها هي الرهان هو ما يميز نصا عن آخر، في هذه الرّواية محاولة لاسترجاع بعض معاني الحياة التي تتسرّب من بين أصابعنا بسبب اهتمامنا المفرط بالحياة! بعض القيم التي طوتها الحياة المعاصرة، وذلك باستدعاء كائن حجريّ ليفتّش في عالم اليوم بعين النقد. طبعا هناك حكاياتان متقاطعاتان هما حكاية البطل محفوظ والصحفية شموسة، وعبر كلّ حكاية ملامح من محن مجتمع مفترض في أرض مفترضة في مدينة وفضاءات مفترضة.

-  في حالة ما إذا تحوّلت ذات الرّواية إلى عمل مسرحي، وبعيدا عن البطلين «محفوظ وشموسة»، من هي في نظرك الشخصية التي ستثير الجدل؟
 غيوم رفيق محفوظ هو أهم شخصية بعدهما، وهو شخص يحمل الكثير من المميزات، شابّ طيّب وحالم ويملك كلّ أسباب النجاح إلا اليقين، عكس الكثير ممن يملك اليقين والوثوقية العالية دون أي سبب أو أداة تفوق، ولكنه ينتهي تحت عجلات شاحنة النفايات.

-  أي من هذه الأسماء الأقرب إلى قلب إسماعيل يبرير:
«طقوس أولى»، «التمرين»، «ملائكة لافران»، «باردة كأنثى»، «وصية المعتوه»، كتاب «الموتى ضد الأحياء»،  «مولى الحيرة»، «منبوذو العصافير»، «أسلي غربتي بدفء الرخام» الرّاوي في الحكاية «عطاشى»؟
 «وصية المعتوه»، «مولى الحيرة» و»باردة كأنثى» هي أعمال تتكامل، ثلاثيّة المكان التي تحكي تاريخ الوطن ومحنه، أحبّ تلك الأعمال وان كنت اليوم أنظر إليها كتجربة منفصلة عن لحظتي الراهنة، اليوم أنا أفكّر بشكل مختلف نحو هذه الأعمال، ولو لم تكن منشورة لأعدت كتابتها، ولكنها تبقى أعمالا محبّبة إلى قلبي لما أحاط بها من ظروف، وقتها كانت الكتابة مقاومة لجراح كثيرة ومرافعة من أجل البقاء.

-  من هو الكاتب الأقرب إليك من أبناء جيلك؟
 جيلي كلّه، لا أشعر أنّ هناك من بينهم من هو بعيد، لكن هناك اصدقاء كثر وهناك من هم أكثر من مرتبة الصداقة، مثلا الروائي والقاص عبد القادر برغوث هو أكثر من صديق، هو رفيق البدايات والخطى المتردّدة، هناك أمينة شيخ أحبّ وعيها بالكتابة، وأحترم خياراتها وصرامتها، أحبّ كتابة أحمد طيباوي ومواقفه، بومدين بلكبير صديقي الذي أتبادل معه الكثير من الأسرار والحكايات، بعضهم كنت أودّ أن أذكره لما حملته له من محبّة، لكنّه اختار أن ينسحب، وبعضهم بادرني بالسوء دون أي سبب، عموما علاقاتي مع الجيل الذي سبقتي جيدة وكذلك مع الذي لحقني، لا أشعر بأنّ هناك سبب لافتعال خلافات غير مؤسسة وانفعالية.

-  ما رأيك في كتابات الجيل الجديد؟
 الجيل الجديد هو مشروع لجيل قديم، وسريعا سنقفز لنجد نصوصا جديدة وأسماء جديدة تشغل المشهد، هناك طفرة نشر عشوائيّة، تسبّب فيها الناشرون الطّارؤون والمراهقون الذين يبحثون عن أجوبة باقتراح يقينيات، لهذا فالكتابة الجديدة في الجزائر ليست معافاة دون أن يقول النقد رأيه، هناك تسرّع في تقديم الأسماء، مثلا أطفال في السابعة عشر يقدّمون كتبهم بوثوقيّة تحتاج إلى كبح، ومنهم من يكتب عن تجاربه في الحياة وأساليب علاج المشكلات بين الزوجين وقضايا الدين والسياسة، وفي النهاية تجدين أنه فشل في اجتياز امتحان البكالوريا وألف كتاب كيف تنجح؟ أعتقد أن النشر بمقابل حقّق إفلاسا كتابيا حقيقيّا.

-  هل هناك مشروع أدبي في الأفق طبعا بعد المجموعة القصصية «كأشباح ظريفة تتهامس» والديوان الشعري «منحوتة لاجئ العشب»؟
 لدي أكثر من ورشة كتابيّة، لظروف كثيرة هي معلّقة، أحسب أنّ الكتابة عبء وليست متعة، والاشتغال على نص يزداد صعوبة وتعقّدا ورهبة كلّما تقدّم العمر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024