الخبير القانوني..أبو الفضل محمد بهلولي لـ “الشعب”:

الصّمت الدّولي..تزكيــــــــة لوحشيــــــــة الكيان الصّهيــــــــوني

حوار: غانية زيوي

 

 يرى المختص في القانون الدولي والعلاقات الدولية الدكتور أبو الفضل محمد بهلولي، أنّ الصمت الدولي إزاء ما يحدث في فلسطين من انتهاكات مخالفة للقانون الدولي يعني تزكية الأعمال الوحشية للكيان الصهيوني التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.


@ الشعب: في أي خانة تصنّفون الانتهاكات الصهيونية المتواصلة في فلسطين، بما في ذلك حملات الاعتقال وتهجير السكان، وحظر الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والاتصالات؟
@@ الدكتور أبو الفضل محمد بهلولي: أولا انتهاكات مخالفة للقانون الدولي ولاسيما ميثاق الأمم المتحدة، وكل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وقرارات ذات الصلة، فالوصف القانوني لا غبار عليه، وهو يشكل جرائم دولية محرمة في القانون الدولي الإنساني انطلاقا من جريمة العدوان والتهجير والإبادة الجماعية. وهذا هو الواقع الذي تحاول الدول الغربية تغطيته، لكن سلوك الكيان الصهيوني جاء نتيجة فشل مجلس الأمم المتحدة بأن الصهاينة استمروا في تجاهل القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن دون محاسبة ولا مساءلة، ممّا جعلها تتعالى على القانون الدولي وتتجاهل الشرعية الدولية، وأكثر من ذلك أصبح الكيان يمارس خطاب الكراهية انطلاقا من الخريطة التي رفعها ممثل الكيان الصهيوني في الجمعية العامة، وهو ينكر وجود الشعب الفلسطيني، وتصريح مسؤولين كبار صهاينة أنهم يواجهون حيوانات بشرية، وهذه نية حول الإبادة وهو ما يحدث الآن.
@ ما رأيكم في الصّمت الدولي إزاء القضية الفلسطينية؟
@@ الصمت الدولي في هذه الفترة يعني تزكية الأعمال الوحشية للكيان الصهيوني، وهو ما لاحظناه أن مجلس الأمن فشل في 03 مرات في إصدار قرار لوقف إطلاق النار، وهذا مؤشر أن المجلس له نية في إطالة الحرب كما حدث عام 1947 عندما تأخر، في وقت العدوان والصمت ناتج عن الهيمنة الأمريكية على النظام الدولي وعلى ملف الفلسطيني، بالإضافة إلى علاقات متشابكة بين أمريكا وكثير من الدول، كما لا ننسى موجة التطبيع التي مست العديد من الدول العربية، وجعلتها تدخل في علاقات دبلوماسية مع الكيان.
@ في ظل الوضع الراهن، ما مدى مساهمة تفعيل الجهود الدبلوماسية في الوقف الفوري للمجازر والبحث عن حلول سياسية تحقق العدالة والاستقرار في المنطقة؟
@@ الدبلوماسية الجماعية هي حل في إطار تعدد الأطراف والتيارات، لكن يجب أن يكون وفق الشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، في ذات السياق يجب اعتبار أن الكيان الصهيوني هو المسؤول المباشر عن أفعال الحرب، ويجب محاسبته ومساءلته ومعاقبة مرتكب المجازر، والملاحظ أن هناك من يعرقل عملية السلام في الشرق الأوسط، ويحاول إجهاض مشروع الدولة الوطنية لفلسطين، وهذا إهدار لحق الشعب.
@ الجزائر متمسّكة بمواقفها وتؤدّي دورا هاما في دعم القضية الفلسطينية، ما تعليقكم؟
@@ موقف الجزائر ثابت في القضية الفلسطينية باعتبار أنّ هناك قوة قائمة بالاحتلال تخالف ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية، لأنّ مسؤولية تصفية الاستعمار مسؤولية الأمم المتحدة لكن الكيان الصهيوني يتجاهل القضية.
إنّ الجزائر رافعت بقوة لصالح القضية الفلسطينية في مجلس الأمن، وأكدت أنه لا سلام ولا استقرار الا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعلى صعيد الجمعية العامة للأمم المتحدة الجزائر ترفض أي مساواة بين القوة القائمة بالاحتلال والضحية، كما أن الجزائر تحفّظت على بيانات وزراء الخارجية العرب ومنظمة المؤتمر الإسلامي لأنّها قرارات لا تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار، وتدعو الجزائر مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته وحق الشعب الفلسطيني في الدولة القومية وعودة اللاجئين وحق تقرير المصير، عملا لإعلان رقم 1514، الذي ينص على منح الاستقلال للدول المستعمرة، خاصة أن قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن وعبر التاريخ جاءت لتسوية القضية الفلسطينية وليس لتصفيته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024