نشاد درس محدّدات السلوك الشرائي خلال شهر رمضان المبارك

هـذه دوافع الإقبـال عـلى السلع غـــير المعمّرة..

تقديم: توفيق العارف

يعد السلوك الشرائي موضوعا معقدا يكتسي أهمية بالغة لتعلقه وارتباطه بكثير من العلوم كالفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي، وصولاً الى العلوم الاقتصادية وبالذات في مجال التسويق؛ لأنه يرتبط به، وهو الموضوع الذي اختار الأستاذ عز الدين نشاد دراسته، بناعية من الدكتور سليمان بوفاسة، وكما هو معروف، فإن هذا السلوك يتأثر بالعديد من المتغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة بالأفراد، يختلف مستوى التأثير من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ومن وقت إلى آخر كذلك. ومن بين هذه المؤثرات التي يمكن لها أن تحدث تغييرا في السلوكيات الاستهلاكية للأفراد، العادات والتقاليد في المجتمع، فهذه تكون مصاحبة لبعض المناسبات أو المواسم الدينية، ومن بينها شهر رمضان، بالنسبة للمجتمعات المسلمة طبعاً. وشهر رمضان هو مناسبة دينية، يغلب عليها – بالإضافة إلى السلوك الديني - سلوك يخص الشق المتعلق بالاستهلاك والإقبال على ما يصطلح عليه بـ«السلع غير المعمرة”.

 

ولدراسة محددات السلوك الشرائي بالمجتمع الجزائري، طرح الباحث سؤال محددات هذا السلوك لدى أفراد المجتمع خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة، ومنه، تفرعت الأسئلة على النحو التالي: ما طبيعة العلاقة بين محددات السلوك الشرائي لأفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة وقرار الشراء؟ هل يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية المحددات السلوك الشرائي لأفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة على قرار الشراء؟ هل يتميز السلوك الشرائي خلال شهر رمضان عن بقية أشهر السنة وماهي؟ هل هناك تأثير ذو دلالة إحصائية للعوامل الثقافية لدى أفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة على قرار الشراء؟ هناك تأثير ذو دلالة إحصائية للعوامل النفسية لدى أفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة على قرار الشراء؟ هناك تأثير ذو دلالة إحصائية للأسرة لدى أفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو هل السلع الاستهلاكية غير المعمرة تؤثر على قرار الشراء؟
فرضيات..
ومن خلال السؤال الرئيسي، والأسئلة الفرعية، وضع الباحث عددا من الفرضيات، نجملها فيما يلي:
هناك علاقة ارتباط إيجابي بين محددات السلوك الشرائي لأفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة وقرار الشراء. يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية المحددات السلوك الشرائي (مجتمعة) لأفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة على قرار الشراء، ويمكن تقسيم هذه الفرضية إلى مجموعة من الفرضيات الفرعية: يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية للعوامل الثقافية لدى أفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة على قرار الشراء. يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية للعوامل النفسية لدى أفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة على قرار الشراء، يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية للأسرة لدى أفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة على قرار الشراء، الأسرة هي أهم محدد بالنسبة لقرار الشراء لدى أفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة على قرار الشراء.
أهمية الدراسة ومقاصدها..
تكمن أهمية الدراسة – كما أرودها الباحث - في محاولة إبراز وتبيين مدى تأثر القرار الشرائي بالعوامل النفسية والثقافية وحتى الدور الذي تلعبه الاسرة في عملية اتخاذ القرار النهائي نحو استهلاك السلع غير المعمرة.
هدفت الدراسة – يقول نشاد - إلى تحليل أهم المحددات الأساسية للسلوك الشرائي للأفراد اتجاه السلع الاستهلاكية عموما، والسلع غير المعمرة خصوصا، خلال شهر رمضان المبارك في المجتمع الجزائري، وعلى هذا، حاول التوصل إلى أجوبة مقنعة للتساؤلات المطروحة والاشكال الرئيسي الذي “يضعنا في زاوية أن نبين مدى التغير الحاصل في السلوك الشرائي للأفراد خلال الشهر الفضيل ومحاولة معرفة لمعالجة موضوع البحث اعتمدنا المنهج الوصفي التحليلي نستعمل المنهج الوصفي للدراسة النظرية حول السلوك الاستهلاكي وشهر رمضان المبارك، واعتمدنا في الجانب التطبيقي على المنهج التحليلي من خلال دراسة وتحليل تأثير محددات السلوك الاستهلاكي لدى أفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة على قرار الشراء.
ولتحقيق هذه الغاية، يضيف نشاد - تم اختيار عينة عشوائية متكونة من 250 مفردة الصالحة منها 228 مفردة، ومن أجل تحليل نتائج الاستبانة تم الاستعانة ببرنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (spss22) توصلت الدراسة إلى وجود علاقة طردية بين محددات السلوك الاستهلاكي (ثقافية ونفسية والاسرة وقرار الشراء لدى المستهلك، وأن العوامل النفسية هي أهم محدد بالنسبة لقرار الشراء لدى أفراد المجتمع الجزائري سكان ولاية المدية) خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة، كما اعتمد على دراسة لمحمد صالح الخضر بعنوان: “دراسة تحليلية للعوامل المؤثرة على ولاء طلاب الجامعات للعلامات التجارية لسلع التسوق غير المعمرة،  وهي رسالة ماجستير جامعة عين شمس 2005، تناول فيها جميع العوامل التي تؤثر في ولاء طلاب جامعات محافظة القاهرة الكبرى للعلامة التجارية.
كما اعتمد على دراسة لونيس
علي التي وسمها بعنوان:
«العوامل الاجتماعية والثقافية وعلاقتها بتغير اتجاه سلوك المستهلك الجزائري دراسة ميدانية بسطيف”، جامعة منتوري قسنطينة الجزائر بحيث هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن العلاقة الموجودة بين العوامل الاجتماعية والثقافية وتغير اتجاه سلوك المستهلك الجزائري بالنسبة للسلع والخدمات، إضافة إلى دراسة الباحث بودالي بن عون بعنوان: “عيد الأضحى بين البعد الديني والسلوك الاستهلاكي” حيث هدفت هذه الدراسة الى محاولة تبيان العلاقة بين قوة نسق الالتزام الديني والسلوك الاستهلاكي في عيد الأضحى والدور الذي يلعبه هذا الأخير في توجيه مؤشرات الاستهلاك من جانب لآخر.
وليضمن الإضافة، قام الباحث نشاد بوضع نموذج وضح من خلاله المحددات التي افترض أنها تؤثر بشكل إيجابي على الأنماط السلوكية لأفراد المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان المبارك نحو السلع الاستهلاكية غير المعمرة.
العوامل المؤثرة في السلوك الشرائي
هناك عدة عوامل لها تأثير مباشر أو غير مباشر في السلوك الاستهلاكي وهي كما يلي: العوامل الثقافية: تعرف الثقافة بأنها مجموعة من الرموز والحقائق التي يوجدها المجتمع وتتوارثها جيلا بعد جيل، وهذه الرموز قد تكون غير ملموسة مثل القيم والعادات، كما قد تكون ملموسة مثل الأدوات والمنتجات.
وعرفت على أنها “تمثل مجموعة المعارف المكتسبة التي تسمح بتطوير المعنى النقدي، الذوق أو قرار يتعلق 10 بالمعارف الفنية والعلمية التي تميز المثقف. فالعامل الثقافي له تأثير بالغ في السلوك الشرائي للأفراد بحكم أن الثقافة التي يكتسبها الفرد تكون غالبا قد استقاها من بيئته ومجتمعه بمختلف ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وقد تكون ثقافة معينة في مجتمع ما مقبولة في حين لدى مجتمع آخر تكون مناقضة تماما مع العادات الثقافية في ذاك المجتمع، وبالتالي تكون مرفوضة.
أما العوامل الاجتماعية، فهي تعد كذلك من بين المؤثرات المباشرة في السلوك الانساني عموما والسلوك الشرائي للأفراد بالخصوص، ويمكن حصرها فيما يلي:
 - الأسرة: ويقصد بالأسرة الأفراد المرتبطين مع بعض هم البعض في وحدة سكنية، ومن وجهة نظر التخطيط التسويقي، فإن الوحدة الاستهلاكية الأساسية هي الأسرة وليس الأفراد، وعليه فالأسرة تعد هي المدرسة الأولى في حياة الفرد، فهو يتعلم جميع تصرفاته بمختلف أنواعها، إذن لها دور بالغ الأهمية في التأثير على القرار الشرائي له ضمنها.
وقد ركز خبراء التسويق – وفق نشاد - على دراسة الأسرة بشكل مكثف باعتبارها نواة النشاط التسويقي من حيث دورة حياة الأسرة، وأشار إلى أن هناك العديد من التصنيفات لدورة حياة الأسرة، كل فرد فيها له دور في التأثير على قرار الشراء.
- الجماعات المرجعية: وتعرف على أنها “فرد أو أكثر يقوم المستهلك باتخاذها نموذجا أو إطارا مرجعيا يؤثر على سلوكه الاستهلاكي وقراراته الشرائية، وعليه يمكن القول إن للجماعات المرجعية دور مهم في قرار الفرد، أما كونه يضع كامل الثقة في هذه الأفراد أو لأنه فرد من أفراد المجتمع الذي ينتمي إليه وعليه يجب تكوين سلوك يتماشى وأسلوبهم.
- العوامل الشخصية:
إن حياة الفرد تمر بعدة مراحل عمرية مختلفة تختلف معها الأساليب والقرارات والسلوك الاستهلاكي، وتختلف معها بالطبع الأدوار الشرائية بحسب كل مرحلة، من مرحلة الطفولة وحتى مرحلة الشيخوخة.
- الظروف الاقتصادية: هي الحالة الاقتصادية للفرد، فإنه كلما كانت الظروف الاقتصادية جيدة للفرد كلما زاد الاستهلاك، ولقد أكد “نيومان”  ذلك من خلال الدراسات التي قام بها في أوائل الستينيات، والتي حاول من خلالها تأكيد علاقة الدخل بقرار الشراء، فقد وجد أنه بالإضافة إلى مستوى الدخل كمحدّد رئيس لقرار الشراء، فإن هناك معيارًا أكبر تأثيرًا على قرار الشراء، ألا وهو مستوى رضا الفرد عن مستواه المالي والمعيشي، وتوقعاته لما ستؤول إليه ظروفه المالية مستقبلاً .
ومن بين العوامل التي تؤثر بالسلب أو بالإيجاب، وعدّدها نشاد، أن “للخصائص الاقتصادية والإحصائية السكانية أثرًا كبيرًا على قرار الشراء، من حيث تكوين النيَّة أو الرغبة في الشراء، واختيار السلعة، ووقت الشراء، وأضاف يقول إن الظروف البيئية والقدرة على التنبؤ بها تنعكس على السلوك الاستهلاكي، من منطلق أنَّ هذه الظروف قد تعتبر في نظر المستهلك متغيّراتٍ أو عوامل إيجابيةً أو سلبية تؤثر على قرار الشراء، ومن هذه المتغيرات، التغير في الدخل، وسوق العمل، والبطالة، والاختلاف في خصائص المناطق الجغرافية”.
العوامل المؤثرة على سلوك
المستهلك المسلم:
ومن بين العوامل المؤثرة في سلوك المستهلك المسلم، الدعوة إلى الادّخار لوقت الشدة، وقد نتصور وجود علاقة ارتباطية بين درجة إيمان الفرد وبين إنفاقه في سبيل الله وعلى ذلك يمكن تحديد أوجه الإنفاق للمستهلك المسلم على النحو التالي:
- الإنفاق الدنيوي: ويشمل الإنفاق الحالي، والادّخار من أجل الإنفاق في المستقبل.
- الإنفاق على الغير أي في سبيل الله بهدف الآخرة. استثناء شراء الخبائث المنتجات والسلع المتاحة.
- تحدد وتوجه التقوى سلوك المستهلك المسلم.
- هناك حد أدنى محدد للإنفاق على الغير، هو نصيب الزكاة.
يشجع الإسلام على الادخار مع ضرورة الاستثمار؛ حتى لا يتآكل رأس المال بدفع الزكاة منه. ومسألة الاستهلاك في الاقتصاد الاسلامي مسألة توجيه الانفاق الاستهلاكي بما يتفق وسلم الأولويات، والمصالح التي يطلق عليها البعض وحدة سلم الاشباع، أو ما يعرف بوحدة دالة الرفاهية الاجتماعية.
إن الفرد المسلم يتصرف في جميع مناحي الحياة طبقا لما تمليه عليه الشريعة الاسلامية. خلال المعاملات كما في العبادات، وعليه، تخضع تصرفاته الاستهلاكية لمبادئ ونصوص الشرع منها: قاعدة “الأصل في الأشياء، الإباحة، وقاعدة المشروعية الحلال والحرام وقاعدة القيم الخلقية، وقاعدة الاعتدال”.
يتبع

الحلقة الأولى

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19475

العدد 19475

الإثنين 20 ماي 2024
العدد 19474

العدد 19474

الأحد 19 ماي 2024
العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024