الباحثة سعاد بوبحة تشرّح مفهوم «الذّكاء الاصطناعي»

الثّورة الصّناعية الرّابعة..من الخيال العلمي إلى الواقع المعيش

تقديم: توفيق العارف

 وطدت الباحثة سعاد بوبحة مجموع المفاهيم في الحلقة الأولى، وقدّمت بدايات الثورة الصناعية الرابعة، ثم تعرّضت إلى مختلف ما تفرضه الثورة العلمية الجديدة التي بدأت تنسحب على الواقع المعيش، وتحدث به تغييرات عميقة للغاية، ثم فتحت المجال للحديث عن التطور التاريخي للذكاء الاصطناعي من أجل الإلمام الموضوع، ثم التطرق إلى مختلف تطبيقاته..

وقلنا من قبل إنّ الباحثة سعاد بوبحة، من المركز الجامعي عبد الحفيط بوالصوف بميلة، نشرت مقالا فارها بالعدد الرابع من مجلة المال والأعمال، المحكمّة، ديسمبر المنصرم، وسمته بعنوان: «الذّكاء الاصطناعي: تطبيقات وانعكاسات»، وقالت إنّه يمثّل «أهم مخرجات الثورة الصناعية الرابعة نظرا لتعدّد استخداماته في العديد من المجالات الصناعية والاقتصادية والتقنية والتعليمية، بل ويتوقّع له أن يفتح الباب لابتكارات لا حدود لها، وأن يؤدي إلى مزيد من الثورات الصناعية بما يحدث تغييرا جذريا في حياة الإنسان..».

التّطوّر التّاريخي للذّكاء الاصطناعي

 رصدت الباحثة سعاد بوبحة أهم المعالم التاريخية لتطور الذكاء الاصطناعي، وقدّرت أن سنة 1943 هي التأسيس لعلم الشبكات العصبية، لتتم في سنة 1945 صياغة مصطلح الربوتات Robotics) من قبل إسحاق سيعوف (Isaac Asimov)، أما في سنة 1950، فقد قدم آلان تورينج Alan Turing اختبار تورينج (Turning) لتقييم الذكاء وعلوم الآلات، ونشر كلود شانون (Claude Shannon) تحليلا مفصلا للعبة الشطرنج.
في عام  1964، اكتشف العلماء أن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تفهم اللغة الطبيعية بشكل جيد بما فيه الكفاية لحل مشاكل الكلمات الجبرية بشكل صحيح؛ ولهذا، لم تحلّ سنة 1965، حتى بنى جوزيف (Joseph Werzenbaum) من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، برنامج كمبيوتر لتجهيز اللغة الطبيعية، وفي عام 1969، قام العلماء في معهد ستانفورد للأبحاث، بتطوير روبوت Shakey ليكون قادرا على الحركة والإدراك وحل المشكلات.
وقام فريق جمعية الروبوتات في جامعة Edinburgh، عام 1973، ببناء روبوت Freddy القادر على استخدام الرؤية لتحديد وتجميع النماذج، لتتوالى الإنجازات إلى غاية 1990، وهو العام الذي شهد تقدما كبيرا في جميع مجالات الذكاء الاصطناعي منها: التعلم الآلي (Machine Leaming) الاستدلال المبني على الحالة Case-based reasoning، الخوارزميات، الجدولة الآلية (أتمتة) للخدمات الميدانية (تعديني، فنيني، المديرين..إلخ)، استخراج البيانات، زاحف الإنترنت (Data mining Web Crawler)، فهم اللغة الطبيعية والترجمة ( natural language understanding and translation) الواقع الافتراضي (Virtual Reality) ، تقديم العاب قريبة للحياة الواقعية.. وفي عام 1997 جاء برنامج Deep Blue Chess ليتفوق على بطل العالم في الشطرنج آنذاك جاري كاسباروف (Garry Kasparov) 2000 وأصبحت الروبوتات التفاعلية متاحة تجاريا.
في عام 2004، قدْمت شركة DARPA التحدي الأكبر الذي يتطلب من المنافسين إنتاج سيارات مستقلة بدون سائق، ثم جاءت مبادرة الدماغ الزرقاء Blue Brain في سويسرا، بهدف محاكاة الدماع البشري بتفاصيل جزيئية. وفي عام 2009، تمكن غوغل من بناء سيارة تقود نفسها ذاتيا، دون سائق، وفي 2011، تم إطلاق تطبيقي SIRI من شركة آبل، وGoogle Now من شركة غوغل وهما تطبيقان للهواتف الذكية يستخدمان لغة طبيعية للإجابة على الأسئلة وتقديم التوصيات وتنفيذ الإجراءات.
بعد 2017، أعلنت غوغل عن خدمة Google Duplex، وهي خدمة تسمح لممثلي الذكاء الاصطناعي بإجراء محادثات طبيعية عن طريق محاكاة الصوت البشري، وحجز المواعيد عبر الهاتف.
وتخلص الباحثة سعاد بوبحة إلى القول إن جذور الذكاء الاصطناعي تعود إلى بداية أربعينيات القرن الماضي حين اقترح بعض العلماء نموذجا للخلايا العصبية الاصطناعية، وقد برز مفهوم الذكاء الاصطناعي بصفة كبيرة في بداية الخمسينيات من القرن الماضي عندما أثار العالم البريطاني الان تورنج (Alan Turing) التساؤل حول مدى قدرة الآلة على التفكير، ومنذ ذلك الوقت شهد الذكاء الاصطناعي موجات من الازدهار والركود، إلى أن وصل إلى الانتشار الواسع الذي نشهده اليوم في شتى المجالات.

الذّكاء الاصطناعي..الماهية

 على الرغم من ظهور مصطلح الذكاء الاصطناعي منذ عام 1956، وانتشار تقنياته في الآونة الأخيرة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن تعريف موحد متفق عليه على نطاق واسع، ويرجع ذلك إلى صعوبة تعريف ماهية الذكاء البشري، فضلا عن تعريف ماهية الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى اختلاف المنظور الذي يمكن أن يصف الذكاء الاصطناعي. فالذكاء (Intelligence) هو الجزء الحساس من القدرة على تحقيق الأهداف وتختلف درجاته وأنواعه بين البشر والحيوانات والآلات.. في البداية - تقول الباحثة - كان الهدف من برامج الذكاء أن تحل محل الخبير في تخصص البرامج، ولكن ثبت استحالة ذلك، وأصبح الهدف من برامج الذكاء هو مساعدة الخبير في أداء عمله بسرعة وكفاءة متميزة.
أما الذكاء الاصطناعي وفق ما يعرفه كوبلاند وبراود فوت (Copeland & Proudlool) بكونه يمثل: «عملية تطوير أنظمة الحاسب الآلي، بحيث تكون قادرة على أداء المهام التي تتطلب عادة استخدام الذكاء البشري، مثل الإدراك البصري، التعرف على الكلام، صنع القرار، والترجمة، وعرفه مارفن لي مينسيك (Marvin Lee Minsky) بأنه بناء برامج الكمبيوتر التي تنخرط في المهام التي يتم إنجازها بشكل مرض من قبل البشر، وذلك لأنها تتطلب عمليات عقلية عالية المستوى مثل: التعلم الإدراكي وتنظيم الذاكرة والتفكر النقدي».
كما عرف الذكاء الاصطناعي أيضا بأنه سلوك وخصائص معينة تتسم بها برامج الحاسب تجعلها تحاكي قدرات البشر الذهنية وأنماط عملها، من أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، ويشير الذكاء الاصطناعي أيضا، إلى الأنظمة التي تعرض سلوكا ذكيا من خلال تحليل بيئتها واتخاذ الإجراءات بدرجة معينة من الاستقلالية لتحقيق أهداف محددة.
وقد توصّلت الدراسة إلى أن توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات أصبح يلعب دورا أساسيا لا يمكن نكرانه في عالمنا اليوم، وأنه لابد من التحضير لدخول الثورة الصناعية الرابعة من خلال الاستثمار في الذكاء الإنساني والاصطناعي، بالرغم من أن علم الذكاء الاصطناعي يبقى مجالا واسعا لازالت العديد من نظرياته تحت البحث والتطوير.
إضافة إلى ما سبق، اعتبر الذكاء الاصطناعي أنه طريقة لصنع حاسوب، أو روبوت يتم التحكم فيه بواسطة الكمبيوتر، أو برنامج يفكر بذكاء، بنفس الطريقة التي يفكر بها البشر الأذكياء، ولكن بالنظر إلى أكثر التطبيقات الموجودة اليوم يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه: أنظمة تستخدم تقنيات قادرة على جمع البيانات واستخدامها للتنبؤ أو التوصية أو اتخاذ القرار بمستويات متفاوتة من التحكم الذاتي واختيار أفضل إجراء لتحقيق أهداف محددة.
يمكن القول إنّ كثيرا من التعريفات النظرية للذكاء الاصطناعي تدور حول قدرة الآلة على التصرف مثل البشر أو القيام بأفعال تتطلب ذكاء، لكن تعريف المفهوم تطور بنفس الوتيرة التي عرفها التطور التكنولوجي لتكون نقطة الالتقاء بين كل التعاريف الحديثة هي محاولة تقليد السلوك البشري الذكي، ويمكن الوقوف عند أربعة أنواع من الأنظمة الذكية وهي:
الأنظمة التي تفكر مثل البشر، الأنظمة التي تتصرف مثل البشر، الأنظمة التي تفكر بعقلانية، الأنظمة التي تعمل بعقلانية.
كما أنّ البعض ينظر للذكاء الاصطناعي على أنه علم متفرّع بذاته من الحاسوب، والبعض الآخر ينظر إليه على أنه أحد تطبيقات الحاسوب، ويرى الآخرون بأن البرمجيات (Software) هي التي تقدم الذكاء الاصطناعي، بينما يرى البعض الآخر أن الآلة يمكن أن تقوم بذلك، ومنه هناك عدم ثبات في المفهوم وذلك لانه لا يزال إلى يومنا هذا في تطور، ويفرز هذا العلم العديد من العلوم الفرعية المتصلة. ورغم تلك الاختلافات في المفاهيم، فيمكن رصد السمات التالية للذكاء الاصطناعي بناء على ما تم طرحه من التعريفات السابقة:
الذكاء الاصطناعي يهتم بمحاكاة الآلة للذكاء البشري ومهارته.
إعداد البرامج والأجهزة.
اعتباره كعلم تفرّع عن علوم الحاسوب الآلي.
لذا فالهدف الرئيسي من الذكاء الاصطناعي هو محاكاة الذكاء البشري باستخدام برمجيات متطورة لحل المشكلات غير نمطية أو التدريب على حلها.

أصناف الذّكاء الاصطناعي
 
يمكن تصنيف الذكاء الاصطناعي إلى ثلاثة مستويات:
الذّكاء الاصطناعي الخارق، يستخدم لوصف عملية تطوير الذكاء الاصطناعي إلى الدرجة التي تكون فيها قدرة الآلة الفكرية تفوق قدرة البشر في إنجاز بعض المهام.
الذّكاء الاصطناعي القوي ( Strong Artificial Intelligence (strong Al) هو مصطلح يستخدم لوصف عملية تطوير الذكاء الاصطناعي إلى الدرجة التي تكون فيها قدرة الآلة الفكرية مساوية وظيفيا للإنسان. فالذكاء الاصطناعي القوي ينص على أن الحاسوب يمكن برمجته ليكون عقلا بشريا، وأن يكون ذكيا بمعنى الكلمة، وأن يكون لديه إدراك، ومعتقدات وأن يكون لديه حالات إدراكية أخرى عادة ما تكون خاصة للإنسان فقط، ويشمل الخصائص الرئيسة التالية: القدرة على التفكير والتفاعل الذكي، حل الألغاز، إصدار الأحكام التخطيط والتعلم، والتواصل كما يجب أن يكون لديه، وعي، أفكار ، موضوعية ومشاعر وسلوك.
أما الصنف الثالث فهو الذّكاء الاصطناعي الضّعيف (Weak Artificial Intelligence (Weak AI) أنظمة الذكاء الصيفة أو الضعيفة لديها ذكاء محدد يحاكي السلوك الذكي في منطقة محددة، ومن الأمثلة عليها تطبيق المساعد الشخصي الذكي «SIRI» من شركة «أبل» يوظف التطبيق الإنترنت كقاعدة بيانات قوية للإجابة على الأسئلة المنطوقة للمستخدمين، وإجراء محادثة مع أشخاص فعليين، ولكنه يعمل بطريقة ضيقة جدا محددة
على الرغم من أن التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي الضعيف تختص بمهام معينة إلا أنها جيدة في مهامها المحددة، ومن أمثلة على ذلك الروبوتات المستخدمة في عملية التصنيع ذكية للغاية بسبب الدقة، وحقيقة أنها تقوم بأفعال معقدة للغاية قد تبدو غير مفهومة لعقل إنساني عادي.

خصائص تطبيقات الذّكاء الاصطناعي

تمتلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي مجموعة من الخصائص جعلتها استثمارا فعالا في مجالات عدة، ذكرت منها الباحثة سعاد بوبحة:
^ تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الأجهزة والآلات تمكنها من تحليل المشكلات.
^ تطبيقات الذّكاء الاصطناعي على الأجهزة والآلات تمكنها من التعرف على الأصوات والكلام والقدرة على تحريك الأشياء.
^ قدرة بعض الأجهزة المتبنية للذكاء الاصطناعي على فهم المدخلات، وتحليلها لتقديم مخرجات تلبي احتياجات المستخدم بكفاءة. تمكّن تطبيقات الذكاء الاصطناعي من التعلم المستمر، حيث تكون عملية التعلم آلية وذاتية دون خضوعه للمراقبة والاشراف.
- قدرتها على معالجة الكم الهائل من المعلومات.
- تستطيع ملاحظة الأنماط المتشابهة في البيانات وتحليلها بفعالية أكثر من الأدمغة البشرية.
- تستطيع إيجاد حلول للمشكلات غير المألوفة باستخدام قدراتها المعرفية.

إضافة إلى ما سبق، يمكن ذكر بعض الخصائص والمميزات الأخرى والمتمثلة في استخدام الذكاء في حل المشاكل المعروضة مع غياب المعلومة الكاملة، ومنها:
- القدرة على التفكير والإدراك.
- القدرة على اكتساب المعرفة وتطبيقها.
- القدرة على التعلم والفهم من التجارب والخبرات السابقة.
- القدرة على استخدام الخبرات القديمة وتوظيفها في مواقف جديدة. القدرة على استخدام التجربة والخطأ لاستكشاف الأمور المختلفة.
- القدرة على الاستجابة السريعة للمواقف والظروف الجديدة.
- القدرة على التعامل مع الحالات الصعبة والمعقّدة.
- القدرة على التعامل مع المواقف الغامضة مع غياب المعلومة.
- القدرة على تمييز الأهمية النسبية لعناصر الحالات المعروضة.
- القدرة على التصور والإبداع وفهم الأمور المرئية ولدراكها.
- القدرة على تقديم المعلومة لإسناد القرارات الإدارية.

تطبيقات في أرض الواقع

من المجالات والتطبيقات التي استخدم فيها الذكاء الاصطناعي، ما يلي:

أ- معالجة اللغات الطبيعية (Natural Language Processing):
يتم تطوير برامج ونظم لها القدرة على فهم أو توليد اللغة البشرية، ولقد أدى البحث في معالجة اللغات الطبيعية إلى تطوير لغات برمجة ملائمة لهذا الغرض، بهدف جعل الاتصال بين الانسان والحاسب يتم بصورة طبيعية، وينقسم هذا المجال إلى جزئين رئيسيين.
إنتاج اللغات الطبيعية، ويبحث هذا المجال عن الطرق التي تسمح للحاسب بإنتاج لغة طبيعية مثل انتاج جمل بالعربية أو الانجليزية
ب - التّعرّف على الكلام (Speech Recognition):
تبحث تطبيقات الذكاء الاصطناعي عن الطرق التي تجعل الحاسب قادرا على التعرف على حديث الانسان، أي أن الانسان يصبح قادرا على توجيه الأوامر إلى الحاسب شفهيا، ويقوم الحاسب بفهم هذه الأوامر وتنفيذها.
ج - البرمجة الآلية (Automatic Programming)
تعني القدرة على إيجاد مفسرات أو مترجمات تمكن الحاسوب من استلام برنامج المصدر مكتوب بلغة.
د - الرّؤية بالحاسوب (Computer Vision) يقصد بها تزويد الحاسوب بأجهزة استشعار ضوئية، بحيث تمكّنه من التعرف على الأشخاص أو الأشكال الموجودة، وذلك عن طريق تطوير أساليب فنية لتحليل الصورة وتمييز الوجوه بهدف جعل الحاسب قادر على رؤية الوسط المحيط به والتعرف عليه. هي عبارة عن نظم كومبيوتر معقدة تقوم على تجميع معلومات متخصصة من الخبراء البشريين لتمكين الكمبيوتر من تطبيق تلك المعلومات في حل مشكلات مماثلة
هـ - الإنسان الآلي (Robot) تعتبر تكنولوجيا الانسان الآلي من أكثر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تقدما من حيث التطبيقات والتي تقدم حلولا للمشكلات، فهي عبارة عن آلة كهروميكانيكية تتلقى الأوامر من كمبيوتر تابع لها، فيقوم بأعمال معينة، والذكاء الاصطناعي في هذا المجال يقوم بإعطاء الروبوت القدرة على الحركة وفهم المحيط من حوله، بالإضافة إلى ألعاب الكومبيوتر (Games) التي تعتمد على برامج قادرة على دراسة الأساليب الفنية للألعاب.
- ختاما..

 هو تقديم مقتضب للعمل الجاد الذي نشرته الباحثة سعاد بوبحة، وألمّت فيه بمختلف الإشكاليات التي تواجه الانسان في عصر الثورة الصناعية الرابعة، ولكن لمن أراد أن يطالع المقال كاملا، فهو متوفّر بمنصة المقالات الجزائرية، بالعدد الرابع من مجلة «مال وأعمال».

الحلقة الثانية

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024