تضحية ثانية من أجل الجزائر

بقلم: فنيدس بن بلة
01 نوفمبر 2019

"ذكرى وإنجازات"، هوالعنوان الذي نراه أنسب للاحتفال بغرة أول نوفمبر التي حملت دلالات ومضامين جديرة بالتوقف عندها ولا تترك على الجانب تمر مرور الكرام. إنها ذكرى حملت الشعار الرمز "وفاء وإخلاص" لمبادئ وقيم تضمنها بيان نوفمبر المؤسس لنظام سياسي أنهى استعمارا استيطانيا تنكر لكل شيء يخص الهوية الجزائرية والانتماء للبلد الأمين الذي لم يستسلم أبناؤه لحظة عبر مختلف مراحل النضال في الدفاع عن الذات وإعلاء شأن الشخصية الوطنية وتحصينها من الأخطار والتهديدات وترسيخها في الذاكرة.
على هذا الدرب سارت الاحتفالية بربوع الوطن ليس فقط للتذكير بخصال الثورة التحريرية، أسبابها، منطلقاتها والقادة الرواد الذين فجروها، مسجلين أسماءهم بأحرف من ذهب في معركة الحرية والسيادة، مقدمين دروسا لا تنسى ووصايا للحفاظ على الذاكرة الوطنية، بل بإنجاز مشاريع في غاية الأهمية انتظرها المواطنون بأقصى درجات الصبر وكانت بالنسبة إليهم الأمل المنشود.
ما زاد من قيمة المكاسب والإنجازات التي تعبر بصدق عن سياسة اجتماعية شكلت على الدوام عقيدة الدولة الجزائرية غير القابلة للتنازل مهما كانت درجة التحدي والصعاب، أنها جاءت في ظرف تسابق فيه البلاد الزمن من أجل ترتيب أولوياتها وضبط خياراتها ضمن أجندة حاسمة فاصلة للمرحلة القادمة من مسيرة البناء الديمقراطي التعددي وتعزيز دولة المؤسسات. وهي مسيرة تستجيب لطلبات شعبية ملحة لإقامة نظام سياسي يعتمد فيه مبدأ التداول على الحكم، ويرسخ خلاله قاعدة الفصل بين السلطات وتحترم العدالة الاجتماعية إحدى مقومات التحرر الوطني، وتتم فيه عملية انتخابات رئيس الجمهورية وفق برنامج يحمل الآمال في التغيير الجذري، وفي الخروج من الأزمة إلى بر الأمان أكثر تلاحما واتحادا وأقوى شغفا بالتطور.
جزائر نوفمبر التي تقارع الواقع المتغير، وتختار أفضل الأساليب وأكثر المناهج نجاعة في إدارة شؤونها وفق استقلالية قرار وسيادة، تحتاج إلى تضحية ثانية من أجل الالتفاف حول مشروع التحول السياسي الذي يطالب به الشعب في مسيرات سلمية أذهلت العالم، والالتفاف حول الحل الدستوري الآمن، المتمثل في إجراء الانتخابات الرئاسية في 12 ديسمبر القادم والتي هيئت من أجلها أرضية سياسية وتشريعية، جندت أدوات لوجيستية ممثلة في مراجعة القانون الانتخابي، واستحداث سلطة مستقلة أقسمت على الالتزام بإجراء الاستحقاق المصيري في كنف الشفافية والنزاهة مرورا إلى حقبة أخرى من البناء الوطني ينتظرها الجميع ويتطلعون إليها بشغف باعتبارها محطة مفصلية في الجزائر الجديدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024