ساعة الحقيقة

بقلم: فنيدس بن بلة
03 ديسمبر 2019

علامة أخرى تسجل للسلطة المستقلة في مسعى إجراء انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة تخرج البلاد من وضعية الانسداد السياسي وتدخلها إلى ورشات استكمال بناء الدولة الوطنية القوية بمرجعيتها، قيمها، أسسها وتطلعها لاستعادة موقعها الجيوسياسي ضمن خارطة الأمم.
العلامة المميزة التي تحسب للسلطة في مسار استعادة ثقة المواطن وإدماجه في سيرورة التحول، تخص المناظرة بين المترشحين المرتقبة هذا الجمعة، والمنتظر أن تبث عبر القنوات الثقيلة السمعية البصرية العمومية والخاصة المعتمدة، هي سابقة في تاريخ الجزائر، تترجم مصداقية العمل السياسي المنجز في محيط تحاول أطراف مناوئة للحل الدستوري تعكير جوّه بالضرب على وتر الأزمة ومحاولات الترويج لمغالطات غايتها إبقاء الوضع على حالته «الستاتيكية» الجامدة لا يسمح بالتغيير، التجدد والإصلاح العميق لنظام الحكم وأجهزة التسيير المؤسساتي والتكفل بمشاكل الرعية وفتح المجال لتباري الأفكار المجادلة بالتي هي أحسن وأقوم بعيدا عن التطرف والغلوّ.
من هنا كان التجاوب مع هذه المبادرة وتوظيفها، تجربة رائدة في الديمقراطية المشكلة بروح التحدي والتشاركية في الجزائر الجديدة، التي هتفت حناجر المواطنين بأعلى ما تملك من صوت في مسيرات سلمية أدهشت سكان المعمورة، وتركت معاهد سبر الآراء ومخابر دراسة توجهات الرأي العام تهتم بها وتبحث في خلفياتها وأبعادها معتبرة أنها حالة فريدة والتعمق فيها أولوية واستعجال.
ما يزيد من قيمة التجربة الرفع من  شأنها، استنادها إلى أرضية اعتمدتها السلطة المستقلة لإقناع المترددين والمروجين بلا توقف لأخبار مضللة fake news ومغالطات، أنها ذاهبة إلى الأبعد في تنفيذ خارطة الطريق المعدة من قبل، تجسيدا لالتزامات ووعود في إجراء الاستحقاق الرئاسي وفق المعايير والمواصفات. وتكون محطة انطلاق نحو استكمال الورشات المفتوحة ما بعد 12 ديسمبر 2019.
من هذه الأرضية، ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية التي أمضت عليه السلطة والطرفان الفاعلان الآخران ممثلان في المترشحين ووسائل الإعلام دون نسيان الآليات المجسدة في الميدان والنصوص التشريعية منها ما يخص القانون الانتخابي نفسه.
هذه الأرضية التي روجت لها السلطة دوما عبر لقاءات مع وسائل الإعلام، النخبة، الشخصيات الوطنية والمجتمع المدني عبر حوار ساده «الرأي والرأي المخالف»، هي التي تعطي الإجابة عن السؤال ماذا بعد؟، وتفسر كيف تسير الأمور  في أحسن حال؟ وتكرس مصداقية أكبر في مسار التحضير الانتخابي، الذي تخللته حملة توشك على الاختتام، من مترشحين التزموا بقواعد اللعبة واحترموا ميثاق الشرف، مروجين لبرامج انتخابية، مراهنين على استمالة الغالبية الصامتة للتصويت واختيار من تراه الأنسب لقيادة الجزائر، دون الدخول في الصراعات الجانبية واتخاذ من تناقضات بعضهم البعض مادة لكسب التأييد وفرض الوجود في مشهد لم يألفه الجزائري ويرى أنه مخرج النجاة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024