الأمل المنشود

بقلم: فنيدس بن بلة
06 ديسمبر 2019

مثلما وعدت به السلطة المستقلة في أولى خطواتها وهي تقارع الواقع المتغير وتتفتح على المحيط ، يجري في الميدان تطبيق الالتزامات بتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة وفق الخصوصية الجزائرية ومواصفاتها دون اتكالية على الآخر ووصفاته.
اتضح هذا لمتتبعي الشأن الجزائري والمهتمين بالاستحقاق المفصلي المعوّل عليه لانطلاقة جديدة في مسار البناء والإنماء واستكمال إقامة الدولة الوطنية بمرجعيتها النوفمبرية وتطلّعات نحوالتغيير الجذري والإصلاحات الشاملة تجسيدا للمطالب الشعبية المشروعة.
من هنا تدرج المناظرة المفتوحة بين المترشحين الخمسة أمس في ترويج كل واحد منهم لبرنامجه الانتخابي لاستمالة المواطنين وإقناعهم بالتصويت على أقوى الخيارات والبدائل لتأسيس منظومة سياسية تحدّد فيها العهدات الرئاسية، يفرض التداول على الحكم ويفسح المجال للمعارضة لإسماع صوتها ورؤيتها في الممارسة الديمقراطية واقتراحات توسيع مصادر اتخاذ القرار إلى الجماعات المحلية ومطالبتها بلعب دورها الكامل وتحمّل مسؤوليتها في إدارة شؤون الرعية على مستواها الإقليمي وعلاج التعقيدات في بدايتها عبر الحوار دون تركها تكبر وتتعقد وبلا انتظار مؤشرات فوقية.
نتذكر جيّدا كيف انطلقت السلطة المستقلة في الحوار مع الآخر وعزمها على تجاوز العراقيل وجعل من الصعوبات قوة انطلاق نحو الأحسن والإسراع في مسار التحضير لاقتراع 12 ديسمبر 2019، بالتأكيد الصريح أنها ذاهبة إلى الأبعد في إنجاح الاستحقاق الرئاسي، اعتمادا على الذات دون شراكة من الداخل والخارج، مستندة إلى تجارب دول اختارت هذا النهج وكسبت الرهان، متسائلة إلى متى الاتكال على الآخرين الذين يأتون إلينا بأفكار مسبقة ولم يتحرّروا من النظرة الخاطئة التي تصنفنا دوما في أدنى المراتب وأسفلها وتعتبرنا خطأ عاجزين عن إدارة أمورنا باستقلالية.
على هذا الدرب سارت السلطة الوطنية وهي تخاطب الغالبية الصامتة بالاندماج في هذه الصيرورة الحتمية لإخراج البلاد من وضعية معقدة، رافعة التحدي، منتزعة الثقة والمصداقية، وهي تتابع عن قرب التزام المترشحين بميثاق الشرف في لقاءاتهم مع المواطنين واحترامهم لأخلاقيات الممارسات الانتخابية وتطبيقها لبنوده طيلة الحملة الانتخابية التي توشك على الانتهاء غدا.
الخصوصية الجزائرية التي تم الحرص عليها وكانت في صلب الاهتمامات، ظهرت للملأ وفرضت نفسها لأول مرة في تاريخ البلاد، فكانت سمة العمل السياسي الذي رافقته وسائل الإعلام بمختلف ألوانها ومشاربها، وعلامتها المميّزة في معركة انتخابية، احترم فيها المتنافسون قاعدة اللّعبة بالترويج لبرامج تعطي أجوبة على تساؤلات الراهن، ولا تبقي على الاشكالية مطروحة. هي أجوبة تعدّدت خلالها أساليب البناء وتباعدت الأولويات لكنها توافقت على غاية واحدة: بناء جزائر القرن الواحد والعشرين، بالكيفية التي أوصى بها شهداء التحرير الوطني وما يعتبره الشعب حاليا مطالب أساسية للتّغيير والإصلاح لا تسقط بالتقادم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024