ديمقراطية الصندوق

بقلم: فنيدس بن بلة
09 ديسمبر 2019

بعيدا عن الصمت الانتخابي الذي دخله المترشحون، أمس، بعد حملة سادها التزام بأخلقة الممارسة السياسية التي تضمنها ميثاق الشرف، يستمر التصويت عبر القنصليات الجزائرية بالمهجر والمكاتب المتنقلة الموجهة للبدو الرحل في صورة تؤكد الإرادة الجماعية في الاقتراع بالموعد المصيري لـ 12 ديسمبر الجاري باعتباره المخرج الآمن للأزمة.
تساند هذا التوجه النخب المعبرة عبر قنوات إعلامية ومنابر على أنّ الانتخابات الرئاسية هي الممر الحتمي والاختيار الآمن الذي يتوجب على المواطنين التجاوب معه والانخراط في صيرورته للتصويت علىالمترشح الأكثر كفاءة وثقة لقيادة البلاد وإدارة شؤونها بالكيفية التي تتطلبها المرحلة ويفرضها الظرف.
وساهمت في هذا التوجه التحضيرات المكثفة التي قامت بها السلطة المستقلة ومرافقة مؤسسات الدولة والجمهورية للاستحقاق الرئاسي بتوفير له الأجواء المناسبة والإمكانيات لتأدية الواجب الانتخابي بالتصويت على من يحمل الأمل في التغيير والإصلاحات الجذرية والتكفل بتراكمات المشاكل وتعقيداتها.وهي مسائل شدد عليها أكثر من محلل سياسي ومتتبع للشأن الجزائري، مؤكدا على مكانة المواطن في التحول المنشود ودوره الأساسي في اللعبة السياسية في جزائر اختارت الطريق الدستوري في إدارة أمورها وتسييرها اعتمادا على قرار سيادي يرفض أية إملاءات أومغامرة.
من جهتها، ترافق المؤسسة العسكرية هذا المسار وتحرص على ضمان تحقيق المطالب المشروعة المرفوعة في المسيرات، المنادية للعلاقة الجدلية بين الجيش والشعب باعتبارها عقيدة مرسخة في العقول ومجسدة في الميدان، رافضة أي تدخل أجنبي. وهومبدأ تتفق حوله المنظمات والاتحادات المهنية في وقفاتها السلمية مؤكدة أن أبناء الجزائر الأحرار جبهة واحدة لمواجهة ما يحاك من مؤامرات داخلية وخارجية تتخذ من الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان «ورقة ضغط وابتزاز» غايتها المساس بالاستقرار الوطني.
من هذه المنظمات والجمعيات المحركة للمجتمع المدني، الاتحادات الولائية للمركزية النقابية التي دخلت على الخط لثاني مرة في ظرف قصير مرافعة لليقظة والتجند ضد مؤامرة الداخل والخارج المستهدفة للسلم الاجتماعي وعمق النظام الأمني الحلقة الأقوى والجدار المؤمن للسيادة والوحدة الوطنية.
وكانت أقوى الهتافات التي أطلقتها الحناجر وأكبرها دلالة سياسية احترام المبدأ المقدس الذي تعتمده الديمقراطية «الرأي والرأي المخالف» في المشهد السياسي وعدم مضايقة من يدلي بصوته في الاستحقاق الرئاسي المعول عليه لنقل الجزائر إلى عهد جديد، يكون فيه التداول على السلطة قاعدة تحترم، والتباري الفكري والسياسي ممارسة مطبقة، والمجادلة بالتي هي أحسن منهجا متبعا تطبيقا لشعارات رفعت في مختلف المسيرات السلمية منذ ما يقارب 11 شهرا : «جزائر حرة ديمقراطية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024