الرهان الاقتصادي

بقلم: فنيدس بن بلة
17 ديسمبر 2019

أيّ الرهانات الممكنة في الإقلاع الاقتصادي،؟
 التحدي الأكبر الذي يواجهه الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، الذي حدّد جملة من الالتزامات لانطلاق الجزائر الجديدة وفق أسس ومعطيات يفرضها الراهن. وهي انطلاقة قوامها العمل المنتج للثروة والشغل والقيمة المضافة، بعيدا عن الريع النفطي وما يحمله من خطر وتهديد على المداخيل جراء عدم استقرار الأسعار وتداعيات ذلك على استقلالية القرار والسيادة الوطنية.
نقول هذا ونحن نتذكر بمرارة التجارب السابقة التي عاشت فيها البلاد المحن إثر السقوط الحر لسعر البرميل وما ولّده من مضاعفات على تماسك الجبهة الداخلية، كادت ترهن السيادة الوطنية لإملاءات «الأفامي» وشروطه المجحفة.
لتجاوز هذه المعضلة، حدّد الرئيس تبون خارطة طريق اقتصادية يعول عليها في تحريك عجلة النمو، الذي لم يبلغ درجة تسمح بامتصاص البطالة والتضخم المخيف، وزيادة مداخيل يعوّل عليها في رفع نسبة احتياطي الصرف المتآكل واستقراره عند حدود 50 مليار دولار.
وقد رد في أول خرجة إعلامية، مطمئنا الجزائريين، أنه يملك أوراقا رابحة في هذه المعركة المصيرية التي تخوضها البلاد وليس أمامها من خيار غير كسب الرهان، سيعيد بها للعمل قيمته الحقة، بالاعتماد على الكفاءات وأهل الاختصاص في التسيير وبطريقة تسمح بالابتكار والإبداع بعيدا عن عقلية «البايلك».
واقعية تبون التي يعول عليها في تحريك الإنتاج في قطاعات استراتيجية ظلت على الدوام مخرج البلاد ورهانها الآمن، كالفلاحة بدرجة أكبر، هي الخيار الحتمي في إعادة التوازن للمعادلة الاقتصادية التي انهارت منذ دخول البلاد في أزمة دستورية. واقعية محطتها الاولى التحكم في الاستيراد الذي تجاوز الخطوط الحمراء، بسبب التلاعب والحيل والغش الظاهر للملإ في تضخيم الفواتير. وهي ممارسة وعد تبون عندما كان وزيرا أول سابقا، بمحاربتها، رافضا إبقاء التجارة الخارجية رهينة مستوردين مزيّفين.
المحطة الثانية في الانطلاقة الاقتصادية للرئيس، الذي يشرع في مهامه مباشرة بعد تأدية اليمين الدستورية نهاية الأسبوع، البحث عن البدائل الممكنة لعلاج عجز الميزانية العمومية نتيجة الخيار السلبي المتمثل في طبع نقود تجاوزت كتلة 7500 مليار دينار وما أحدثته من تضخم وانهيار في قيمة العملة الوطنية وتدهور القدرة الشرائية، والتلويح، في وقت مضى، بإمكانية اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، معيدة إلى الأذهان تجربة تجاوزتها الجزائر بشق الأنفس وتضحيات مريرة وكلفة اجتماعية لازالت أثارها وأوجاعها في الأذهان.
مرحلة أخرى مغايرة، إلتزم الرئيس تبون بها أمام الملأ ورأى فيها المعادلة ثلاثية الأبعاد المتمسك بها، تحريك عجلة الاقتصاد ومواصلة تعزيز قوة الجيش وإعادة كرامة الطبقة الهشة بإعفائها من أعباء جبائية تثقل كاهلها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024